الابتكار هو عنوان لأي عمل صبغته الأساسية الإبداع، فإن بالابتكار المقرون بالإبداع سوف نرى منتجًا ومحتوى ومضمونًا حتمًا سيكون مثريًا؛ وبذلك سيخدم ذلك الإبداع الساحة الفنية والثقافية والإعلامية، فسنرى تحولًا في الذوق والنظرة العامة، التحول الذي يصعد بنا لمواكبة المستوى الإقليمي والتقدم الحاصل به، ولا أبالغ القول حين أقول الدخول أيضًا للمنافسة على المستوى العالمي.
وذلك لإيماني التام بأن في المملكة متوفرة جميع العوامل التي تساعد على النهوض في مجال الإبداع والابتكار، فما نراه في الآونة الأخيرة من طفرة اجتماعية وإصلاحات على جميع الأصعدة لهو خير دليل بأن الصعوبات في طريقها للتقلص، وهذا يعطينا مؤشرًا للصعود في مجال الابتكار والإبداع.
لكن؟!
ما نشاهده على التلفزيون المحلي وقناة (sbc) بالتحديد، العكس تمامًا للإبداع والابتكار، ولا يخدم التطور الملحوظ في المملكة من حيث البرامج الترفيهية، ولا تساعد على تقديم المواهب بشكلها الصحيح.
‘‘المواهب المقصود بهم ليسوا فقط مواهب برامج مسابقات الغناء المقتبسة في الأصل، وغيرها من بعض البرامج المقتبسة الأخرى (المستنسخة)‘‘.
بل على تقديم كوادر إعلامية سعودية جديدة من حيث تقديم البرامج وغيرها من المهن الإعلامية المرئية، التي أصبحت جُل منها حكرًا على رواد برامج التواصل الاجتماعي، فباعتقادي لابد التنسيق مع كليات الإعلام المختلفة في جامعات المملكة، لكي يتم الاختيار على بعض من الكوادر وتدريبها، وصقل المواهب المبدعة المبتكرة.
‘‘أستاذي القدير/ داود الشريان ـ رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي، استبشرنا خيرًا بقدومك لهذا المنصب، وقرأنا بعضًا من التصريحات المتزامنة مع إطلاق قناة (sbc)، جعلتنا نتفاءل بوجود حقبة إعلامية جديدة، لكن ما رأيناه عكس ذلك تمامًا برامج مقتبسة من قنوات أخرى، الاعتماد بشكل كبير على رواد برامج التواصل الاجتماعي في تقديم البرامج، عدم صناعة كادر إعلامي سعودي خريج كليات الإعلام يستحق التقديم، مسلسلات أفكارها قديمة أكثر من ثلاثة عقود، لم يقدموا أبطال تلك المسلسلات الأفكار الجديدة التي تواكب التطور الملحوظ في عالم المرئيات.‘‘
كل ذلك عوائق للإبداع والابتكار؛ فلذا وجب علينا التنبيه.