إيوان مكة

فتنةٌ مخبأة

الليلُ سَرْجُ فارسٍ امتطى صهوةَ الولَه.

العتمةُ ترخي أجنحتهَا ليتعلّق بأهدابِها المسافرون.

الطرقاتُ مرصوفةٌ بالنّبضِ المجرّحِ،

 والمجّراتُ أعّدتْ متكآتِ الهُيام،

وفي تلافيفِ الدّروبِ المُتستّرةِ بالوجدِ يتلوّى نايُ الحنينِ.

***

الكونُ طفلٌ احتضنتْ عيناه الوسنِ.

والعُشبُ الأزرقُ ينثرُ هِباتِه في معارجِ الرّوح.

وفمُ الغِوايةِ يرتشفُ تلكَ الأنثى الحُبلى بلآلئِها المكنونةِ،

ها هيَ تكشفُ عن ساقيها في لُجّةِ القمرِ.

***

يا أيّها البدرُ المشّردُ في سطورِ الوقت!.

كم تسّربَ من بياضِك الفاتنِ قبلَ أنْ تُدهِش نجمةَ الصباح؟..

 كمْ نجمةً ولعتْ بكَ قبلَ أنْ يحملَك موجُ أشواقِك إلى العناق؟

هبْ لها من فيضِ سناكَ ومضةً كيلا تتعثرَ في هواءِ شهيقِها، 

كيلا تهوى على ركبتيها.

قلّدها طائرَ أحلامِك، وقيّدها بزهرِ الأمنيات،

واتلُ عليها تعاويذَ الفِراق، وأوْحِ لها بأنَّ قُربَها غايةُ مُناك.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كلام جميل اختي اسماء لديك ذائقة ادبية عالية تجعلنا نقف عند كل كلمة لنتذوق جمال هذه العبارات اللطيفة والكبيرة في معانيها .. شكراً من القلب?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى