إيوان مكة

شياطين الشعر

تلك القصيدة وهي تتلى منشدة
هي روح شخص قد أتتك مغردة

وإذا تُخطّ على الرقاع فإنها
لا شك خطّت من خطوط الأوردة

هي نبض قلب واحتراق مشاعر
هي نار شوق في الحنايا موقدة

ظلت تعيش على الشعور تقصّه
بين الحروف لكي تجيء مقيدة

فإذا سمعتم شاعرا يشدو لكم
واسوه إن بجوفه ما أجهده

وإذا رأيتم شاعرا قد أطلقت
أنغامه في اللهو أو في العربدة

لا تحسبوه معربدا، وارثوا له
فلقد تأذى بالنصال المغمدة

وإذا توجس قارئ من قطعة
جاءت بفلسفة تخالف مقصدة

فليحكمن بالعدل إن رسولها
لا من تلقنها بنى ما أنشده

في الروح ديوان يقوم بنسجه
شيطان شعر جاثم ما أنكده

فإذا نقول فذاك من أقوله
لما بناها في متون مسودة

وأتى إلى أحزاننا يختار ما
يجريه منها في الكؤوس المزبدة

ولأننا نأبى الذي يأتي به
ونرى مشاعرنا –الدوام- مهددة

فجميعنا نرجوه حتى يرعوي
لكنّه يهوى اعتصار الأفئدة

فاليوم واسونا جميعا إننا
أرواح طهر قد أتت متجردة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى