الصحفي المتجول
يستغل معظم زعماء دول العالم القضايا والأزمات التي تشهدها بلدانهم لغرض إستثمارها في صالح حملاتهم الإنتخابية فيرفعون شعارات رنانة مستغلين تلك الأحداث لمصالحهم الشخصية.. فعلى سبيل المثال لا الحصر حينما يحين موعد الإنتخابات في بعض البلدان الأخرى غير العربية يستغل المرشحون القضايا الإقتصادية والإجتماعية في بلدانهم والتي يعاني منها مواطنيهم بالتركيز عليها وخوض تلك الإنتخابات بتلك الشعارات وإطلاق الوعود بحلها والتغلب على كافة المشكلات فيرفعون شعارات الإصلاح وتصحيح بعض السياسات ذات العلاقة برفاهية شعوبهم وأوطانهم– أما في دولنا وأقصد بعض الدول العربية والإسلامية بالأصح فإنهم يتاجرون بدماء شعوبهم وإستثمار الأعمال الإرهابية التي تحدث في بعض البلدان كشعار لهم لخوض غمار إنتخاباتهم ..كما يحدث حالياً في تركيا بعد أن إستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حادثة نيوزلندا البشعة والتي قتل وأصيب فيها العشرات من المسلمين وقام بإستثمارها من أجل خوضه لغمار حملته الإنتخابية وهي متاجرة بدماء الشهداء وتعكس عدم إحترامه لمشاعر المسلمين التي تأبى كل الأعراف والقيم الإنسانية والسماوية وتستنكر القيام بمثل هذه الأعمال وترفض تحويلها إلى متاجرة سياسية..أي الإتجار بدماء المسلمين من أجل المصلحة الشخصية حتى يتمكن من الفوز في الإنتخابات على حساب الشهداء من المسلمين.. ولم يكتفي السيد أردوغان بذلك بل أنه عرض مشاهد من الهجوم المسلح على مسجد النور بنيوزيلندا في محاولة منه لحشد قاعدته الشعبية والهادفة إلى دعم حزبه أثناء إنتخابات البلديات ومن المؤسف أنه إستغل هذه الحادثة أسوأ إستغلال خلال حملته فبثت وسائل إعلامه لقطات تظهر الحشود في مدينتي إسطنبول وتكيرداغ ، حيث عرض أردوغان أمامهم مقتطفات من بيان مرتكب الهجوم، وصوراً لمشاهد دموية بشعة من المجزرة التي إرتكبها السفاح في المسجد، والتي أودت بحياة مايزيد عن50 شخصاُ وإصابة عشرات آخرين. رغم أن أعداء الامة الإسلامية إحترموا مشاعر المسلمين وقاموا بحذف هذه اللقطات الدموية وإستنكروها مبدين تعاطفهم مع المسلمين في فاجعتهم الأليمة ومتضامنين معهم رافضين إستغلالها لأي هدف سياسي كما فعل المذكور والذي يدعي أنه حامي حمى الإسلام كذلك فإن الزعيم التركي يستغل المعاناة الإقتصادية التي تعاني منها بلاده بالصيد في الماء العكر محاولاً إستعطاف الشعب التركي على طريقة (جوع شعبك يتبعك) ويعدهم بالأوهام والمستحيلات…
فإلى متى يستمر زعماء بعض دولنا العربية والإسلامية بإستغلال قضايا ومعاناة شعوبهم ودماء المسلمين وإستثمارها لمصالحهم ومن أجل خوض إنتخاباتهم ولسان حال هؤلاء يتمنى حدوث مزيداً من الكوارث والنكبات في بلدانهم حتى يتمكنوا من إستغلالها لصالحهم والتسلط على شعوبهم المسكينة والتمسك بالزعامة فوق جماجمهم ومصائب قوم عند قوم فوائد! ..