مــودة الـفــؤاد
كرم الإسلام الإنسان في كل مواقع الحياة ، وأعترف بحقوقه التي يجب أن يأخذها مقابل ما يقوم به من عمل ، وجعل من أهم التزامات صاحب العمل تجاه العامل الوفاء بسداد مستحقاته المالية أولاً بأول دون تأخير أو مماطلة لما في ذلك من ظلم عاقبته وخيمة ، فالإسلام يحرم الغبن ، ويقرر لا ضرر ولا ضرار ، والمتمعن في كتاب الله عز وجل يجد أكثر من مائه موضع بين آيات الذكر الحكيم تحث على دفع الأجر للأجير ، حتى عبادة الله لها أجر تكفل المولى بدفعه لمن يعبده وحده دون سواه ولا يشرك به شيء {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.
وفي وقتنا الحاضر تدرس الشركات السوق دراسة جدية تستوفي منه إيرادات ربحيه عالية القيمة بالذات إن كانت تلك الشركات تختص بمنصات التواصل الاجتماعي ، ومن المعلوم علماً يقيناً أن أرباح الشركات المليارية أساسها المبيعات لمنتجاتها التي يقوم العاملين بقنوات المبيعات بتسويقها وبيعها على المستهلكين ، ولنا أن نعلم كم يعاني موظفوا المبيعات من معاناة يجدوها من قبل التعامل مع العملاء بإختلاف مستوياتهم العلمية والعقلية والفكرية لا يستطيع أن يتعامل مع مفرداتها مدراء العموم ومن هم في أعلى الهرم لإفتقادهم ميزة التعامل البيعي فهم أصحاب قرارات وأوامر ، وبالمقابل توفى أجورهم لهم أولاً بأول كاملة وافية لا تنقص منها هللة .
بعض الشركات العملاقة تتلاعب بموظفي مبيعاتها ولم تدفع لهم مكافئة عمل حج عام 1439 هـ رغم مرور سبع أشهر ونيف على إنتهاء موسم الحج المنصرم رغم استلام باقي الأقسام الشركة تلك المكافئة المقطوعة .
هذا التلاعب لا يرضاه ديننا القيم كما ذكرنا آنفاً ، فمن العدل والمساواة أن تصرف المكافئة المقررة لعمل فترة موسم الحج لموظفي المبيعات مع زملائهم من باقي الإدارات الأخرى ، ويرمز إلى هذه التجاهل ما تضمنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من أن رجلاً أرهق جملاً له في العمل فهرم فأراد أن يذبحه ليستريح من عبء مئونته ، فقال له صلى الله عليه وسلم : (أكلت شبابه حتى إذا عجز أردت أن تنحره) فتركه الرجل .
وجاء في الحديث المروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) فهذه الوصية النبوية تتعلق بعدم تأخير حق الأجير ، وأعتبر النبي صلى الله عليه وسلم إعطاء الأجير حقه من أفضل الأعمال التي يتقرب بها صاحب العمل إلى الله .
أتمنى أن يقرأ رؤساء الشركات التي لا تصرف مستحقات موظفيها في وقتها وحث من هم في إداراتهم على صرف تلك المكافئات لأصحابها من الموظفين .
ومن أصدق الله قيلاً { … وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}