بالقلم الأحمر
لعلي لا أجانب الصواب عندما أقول إن وزارة الثقافة تسابق الزمن، بل تستشرف مستقبل ثقافة وطن.. ومن لا يصدق فما عليه إلا مشاركتي في استعراض 27 مبادرة ما بين تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ثم تأسيس صندوق “نمو” الثقافي، وإطلاق برنامج الابتعاث الثقافي، مع تطوير المكتبات العامة، فإقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وتأسيس الأرشيف الوطني للأفلام، برنامج التفرغ الثقافي، الآداب والفنون، معرض الفن السعودي المعاصر، الفرقة الوطنية للموسيقى، الفرقة الوطنية للمسرح، مركز موحد للخدمات والتراخيص الثقافية، بيوت الثقافة، المهرجانات الثقافية، توثيق التراث الشفهي وغير المادي، الجوائز الثقافية، بينالي الدرعية، المتاحف المتخصصة، مبادرة الكتاب للجميع، أسابيع الأزياء، مهرجان الطهي الوطني، الفن في الأماكن العامة، تأشيرة الفنان، ثم تخصيص مدينة الثقافة السعودية.
وكأن وزير الثقافة الخلوق الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود يعلمنا أن الوزارة الفتية في تكوينها، ومن يعمل فيها من قدرات بشرية مؤهلة لبلوغ مصاف المراكز العلمية بثقافة السعودية، وموروثاتها المتعددة والمتنوعة بتعدد مناطقها، ومحافظاتها مع مدنها.. وأن وزارة الثقافة من المستحيل أن تعرف المستحيل.. فكانت من مخرجات ألَّا مستحيل تقديم ماستقوم به للإنسان والمكان السعودي في برامج متعددة.
ومن ذلك نجد أن هذه الوزارة استبقت وإن شئت قل سابقت ذلك التطلع بما قامت به بعد صدور الأمر الملكي بإقامة معارض للكتاب في جدة والقصيم، وأخيرًا معرض الرياض للكتاب الذي شكل وما سبقه تظاهرة علمية ثقافية في شتى المعارف.
إن هذه المعارض بما تقدم من روافد ثقافية فكرية للإنسان بما يريد، فكانت تلك المعارض رافدًا معرفيًا متنوعًا في شتى مجالات الثقافة.. من خلال وعاء معرفي في وزارة متخصصة من أجل إِثراء معارف المجتمع.. والذي يقوم عليه أشخاص من المؤهلين في ذلك الفن من فنون الإدارة الفكرية المعرفية.
فلهذه المعارض مردود إيجابي على المجتمع، نلمس مخرجاته في الندوات واللقاءات المجتمعية.
وهذا ما كان ليكون لو لم نجد رافدًا معرفيًا إنسانيًا في وزارة الثقافة يستحضر لنا المؤلفات في مكان واحد بعد تسخير الإمكانيات المالية والبشرية مؤهلين للتنظيم، وأحسب أن هذه الوزارة تقوم بالدور المعرفي بعد أن ورثته عن وزارة الإعلام بما كانت تقوم به من سنين مضت.
وهذا العمل، بل التظاهرة الثقافية التي تقوم بها وزارة الثقافة حديثة النشأة والتكوين.. خاصة عندما يستعرض الشخص منا المجهود الذي بذل في طريقة العرض مع تسهيل حركة الزائر بين دور النشر بالمعرض من داخل بلادنا أم من الخارج حتى وصل إلى ما وصل إليه من بهاء مع كثرة الناشرين.. لا يتسع المقال التعريف عن المشاركين بالتفصيل من مؤلفات وحجم معروضاتها بالاسم والمضمون وغير هذا..
ماذا بقي لي؟
بقي أن أقول شكرًا بعدد صفحات المؤلفات المعروضة، وعدد حروف ما احتوت لوزير الثقافة، ومن قام على المعرض والعاملين معهم في ذلك المعرض على التنظيم والتنوع الفكري وحسن الاستقبال وما قدم على جنبات المعرض من مناشط فكرية متنوعة.
ثم أتمنى على وزير الثقافة بحث إشراك، بل تكليف الغرف التجارية في المدينة المقام فيها المعرض بأن تتحمل جميع التكاليف عن دور النشر والمكتبات؛ بحيث تشارك الدار من غير مبالغ مالية مع تحمل تكاليف رحلة الكتاب قدوم وعودة، ومن يقوم عليه وفق آلية مالية محسوبة من أجل الإسهام في تقليل سعر بيع الكتاب عن مكان نشره وبلده.. فقد وجدنا أسعار الكتب مبالغًا فيها يصعب على الكثير اقتناء مايريدون من كتب..