الجوال، هذا الجهاز الذي لايفارق صاحبه في الحل والترحال، وفي العمل وأوقات الراحة، وفي المناسبات والاحتفالات،
نعم جهاز لايفارق صاحبه قريبًا منه حتى في أوقات النوم، وجهاز فيه خير كثير وفيه شر كبير أيضًا.
لذلك نحن بحاجة اليوم أن يقوم بعض من المدربين المتمكنين بإعداد دورات تدريبية في كيف إدارة هذا الجهاز على صنو دورات إدارة الوقت، وما شابهها من الدورات.
إن إدارة الجوال إدارة مهمة، يجب أن نتنبه لها ونديره أفضل إدارة يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
عندما تستعد لاستخدام جوالك الحديث، تذكر هذه الآية، واحجم عن إرسال الرسائل التافهة والمشوهة، والنكات الهابطة والرسائل التي تنتقص الآخرين من العلماء والحكام ورجال الشؤون العامة في البلدان؛ لأن هناك مراكز متخصصة يديرها أعداء الأوطان مهمتها إرسال الرسائل التي تستهدف أمن البلاد، وتهدف إلى إفساد الشباب، وإثارة الفتنة بين المواطنين وتحيي العصبية القبلية.
تبينوا ثم تبينوا، ثم تبينوا قبل أن يسهم جوالك في انتقاص عالم أو شرع أوحاكم، فلم نجد أسرع من الجوالات في سرعة انتشار الإشاعة، وتناقلها إلى مسافات بعيدة، وإلى أعداد كبيرة في وقت وجيز.
أحسنىوا إدارة جوالاتكم قبل أن تندموا، إن لم تدخل تحت طائلة الجرائم الإلكترونية فلن تتجاوز ذلك في الآخرة.
كلنا نفقد توازننا أمام شاشات جوالاتنا، ونرسل كل ما يمر علينا من أخبار، ونكات، ومقالات ناقدة مسمومة بدون تبين أو تفكير.
وهناك من يقضي الساعات ممسكًا بجواله يلعب ألعابًا لا تكسب مهارة، ولا تفيد لاعبها بشيء سوى إهدار وقته وصحته فيما لا يفيد.
وهناك من يشغله جواله عن أداء عمله الموكل إليه، ويقوده إلى مربع الضياع.
تربوي متقاعد