“جلست لم أنم..
واستعصى القلم..
فتواثبت ثلاثة أحرف..
قلت: أريد كلمة..
فتشكلت: لمع..
حركتها.. فأصبحت علمًا..
ثم حركتها.. فصارت علمًا..
فقرأتها: لمع علم علم..
قلت: إنهم الفائزون بالجائزة
فتراءت رابعة!
قلت: من أنتِ؟ قالت: عمل
قلت: وأنتِ الجائزة
ثم اصطفت الأربع
قلت: وماذا؟
قلن: نريد أن نحييه
قلت: إنه رجل الزمان والمكان.. سلمان والسلام”
صهيلٌ من الكلمات الترحيبية، تدفّقت حبًا في العلم، وتعظيمًا وفخرًا بملكنا سلمان..
كلمات تجلجل بها صوت فارس الكلمة سمو الأمير خالد الفيصل في حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها الحادية والأربعين والتي أقيمت مؤخرًا في مدينة الرياض، ذلك الحفل المتوج بحضور الملك سلمان الذي حرص على تسليم الجوائز للفائزين بنفسه، وهذا مؤشر على دعمه وتشجيعه – يحفظه الله – للعلماء وترسيخ لقيمة العلم الذي دعانا إليه ديننا الحنيف.
جائزة الملك فيصل العالمية والتي أصبحت مصدر إشعاع للعلم والإبداع، تحمل اسم الراحل العظيم الملك فيصل القائد الشجاع والبطل المحبوب عند العرب والمسلمين لدعمه المجيد لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وتهدف بشكل أساسي إلى تأصيل القيم الإسلامية والمثل العليا في الحياة الاجتماعية وتحقيق النفع العام للمسلمين؛ إضافة إلى الإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني.
والجائزة ترتكز على تقديرها للعلماء أينما كانوا، وخير دليل على ذلك هو أن الفائزين يكونون من دول عربية وغربية مختلفة، مما جعل هذه الدول تسعى لأن تنال هذه الجائزة العالمية الرائدة لما لها من قيمة علمية كبرى تهتم بالإبداع والتألق في مجالات متعددة كالطب والعلوم واللغة العربية.
جائزة غالية تزدان بها الجامعات لتفخر، وترقى في درجات وسلم التميز، وهو ما عبّر عنه الدكتور كمال عبيد مدير جامعة إفريقيا العالمية في السودان، والتى كان لها شرف نيل الحصول على الجائزة بفرع خدمة الإسلام..
وهي أيضًا جائزة عظيمة تمثل حافزًا قويًا للاستمرار في خدمة اللغة العربية، لغة الأمة، كما أكّد الأستاذ الدكتور عبد العلي الودغيري من المغرب الحائز على جائزة فرع اللغة العربية والأدب، مشيرًا إلى أهمية وضع خطط لتشجيعها وانتشارها حول العالم.
إن صدور جائزة سنوية بهذه القيمة العلمية العالية من بلاد الحرمين الشريفين، بؤرة العالم الإسلامي، يعزز بلا شك من حضارة الإسلام، ويدخل من ضمن سياسات المملكة الداعمة لنشر وسطية الإسلام والاعتدال، لتحمل هذه الجائزة في مضمونها رسالة عالمية مفادها أن الإسلام دين العلم والحضارة والإبداع والاجتهاد، دين التحفيز لطلب العلم والترقي في درجاته، تدبرًا في آيات الله وعظمته.