أسامة زيتونيالمقالات

أهل مكة يجهلون شعابها !

تعتبر السياحة من أهم مقومات التقدم والرقي لأي مجتمع، فهي تساعد في الحفاظ على التاريخ والتراث الثقافي للبلدان؛ وإبراز ما تذخر به البلد من تاريخ وعراقة، وتوثيق ما يميزها من معالم ومواقع تاريخية ودينية وثقافية، كما تساهم السياحة في النمو الاقتصادي للبلاد وزيادة فرص العمل، وتنوع الفرص الاستثمارية؛ خاصة إذا كانت تلك المعالم والمواقع قوية وثابتة دينيًا وتاريخيًا.

وتتميز مكة المكرمة – حماها الله – بوجود عدد كبير من الأماكن الدينية والتاريخية المهمة، فهي أقدس وأطهر بقعة على وجه الأرض، وقد خصها الله سبحانه وتعالى باحتضان العديد من الأماكن المقدسة والمواقع التاريخية، كما حظيت بمولد خير البشر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وانطلاق رسالته المباركة، فهي تضم المسجد الحرام الذي جعله الله مهوى للأفئدة، وكذلك المشاعر المقدسة، وجبل النور، وغار ثور، وغار حراء، وجبل الرحمة، ووادي عرنة، ومسجد نمرة، والخيف ووادي محسر، وكداء، وبئر طوى، وعين زبيدة، والعديد من المساجد التاريخية مثل: مسجد الأبطح، ومسجد الجن، ومسجد الراية، ومسجد الشجرة، ومسجد البيعة، ومسجد المتكا، ومسجد الكبش، ومسجد التنعيم، ومسجد الإجابة، وغيرها من الأماكن والمواقع التاريخية المقدسة، والتي يتميز كل موقع منها بقصة وتاريخ ومناسبة شهدها سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو أصحابه الكرام، ففي كل جزءٍ من هذه الأرض الطاهرة وفي كل شبرٍ منها قصة وحكاية وتاريخ.

وهناك العديد من المدن السياحية حول العالم، والتي تعد فقيرة تاريخيًّا وحضاريًّا مقارنة بمكة المكرمة، ومع ذلك فإنها تستقطب الآلاف وربما الملايين من الزوار، بسبب ما تحظى به من اهتمام كبير وإدراك من قبل القائمين عليها بما للسياحة من أهمية اقتصادية وتاريخية كبرى.

وبالرغم من وجود العديد من الأماكن التاريخية المهمة والمقدسة في مكة المكرمة، إلا أنها ومع الاسف لا تزال مجهولة لدى الكثيرين، حتى من أهل مكة أنفسهم، فأهل مكة لم يعودوا أدرى بشعابها !!! وهناك العديد من أبناء هذه المدينة المقدسة والذين ولدوا ونشأوا بها لم يعرفوا عن تلك الأماكن إلا القليل، وذلك إما بسبب صعوبة الوصول إليها وانعدام الخدمات، أو لضعف البرامج السياحية والإعلامية التي تتناسب مع حجم وأهمية تلك المواقع.

ولقد لفتني مؤخرًا إعلان عن تنظيم رحلة سياحية للشباب تشمل عدد من المواقع والأماكن الدينية بمكة المكرمة، ينظمها مركز حي النزهة التابع لجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، فكل الشكر والتقدير للقائمين على المركز على هذه المبادرة المباركة، وأتمنى من جمعية مراكز الأحياء تفعيل هذه المبادرة، والتوسع في القيام برحلات مماثلة لكافة الأحياء على مدار العام؛ لتعريف أهالي مكة وأبنائها وزوارها بما تذخر به هذه المدينة المقدسة من ثروة دينية وتاريخية وحضارية عريقة، كما أتمنى من كافة الجهات المعنية العمل على تطوير تلك المواقع، وإقامة المشاريع السياحية الملائمة، والتي تساعد على تهيئة وتسهيل زيارتها والتعرف عليها بشكل منظم وميسر، مع ضرورة إعداد وتنظيم برامج سياحية مكثفة وتنظيم الرحلات لجميع فئات المجتمع كطلاب المدارس والجامعات ومنسوبي المعاهد والإدارات وغيرها، وكذلك تفعيل الجوانب الإعلامية التي تسلط الضوء عليها كطباعة الكتب والبروشورات والمطويات وإعداد الأفلام الوثائقية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button