عبدالرحمن الأحمدي

الشاب أحمد.. النجاح ينتظرك

لم أتعلق أبدا بكلمة يستبقونك بها الناس، حتى لونطق بها لساني تجاوزا حين ينادونك بالشيخ أحمد، على الرغم من كونك تستحقها، ليس لجاهك أو مالك ، بل لأنك شيخ في أخلاقك،وشيخ في تواضعك، وكرمك، ونبلك، ولا أستطيع أن أوفيك حقك.وحين رأيتك لأول وهلة ودققت في تفاصيل محياك وجدت أنك تحمل الكثير من الصفات غير التي يتحدث عنك الآخرون . وهذا قد يكون بسبب تقارب الأرواح، أوصدق النوايا، أو باختصار هذا ماحدث تماما، وبلا سابق موعد، أو كما يقال من محاسن الصدف. فالأرواح حقا جنود مجندة. فكان لك موعد خاص مع الفكر، والرؤية، وبعد النظر. وبأنك لك قلب يتنقل طيفه بين الجميع بنقاء، وصفاء، وجمال، وبهاء، فليس لديك وقت تضيعه مع الحقد، أو الضغينة، أو الكراهية، أو حتى مع أصحاب الصدور الضيقة السقيمة، فطهرك غطى مقاصدهم الملونة، وكمال جمال روحك أضفى الحب والمحبة على كل من رآك أيها المحترم، والنبيل ولامست مباشرة وبود يدك يداه .

أيها الشاب المحب لا تكتمل حياة الأحباب إلا برؤيتك، ولاتهنأ لهم اللحظات السعيدة إلا بتواجدك بينهم. تذهب، تسافر، تبتعد لن يكون أية صباح مشرق إلا بطلتك الباهية، ولن يكون  المساء الجميل إلا بطلعتك الباسمة ، أنت حضورك وجوب تواجده ، وغيابك مكروه لحظاته . وتلك الكبوة هي كبوة جواد جامح، سيعود إلى انطلاقته الأصيلة مرة أخرى في الميدان الفسيح، فلا ترده تجربة متعثرة، ولا تعيقه صفقة مؤلمة، ولا تنقصه خبرة كبيرة، ستكون معه رغبة جامحة. فكم من مسافر لم يجد مبتغاه في مقصده الأول، ووجده في مقصد آخر. أنت الجبل الشامخ الذي لايهزه ريح عابر، وأنت أيضا النهر المعطاء الذي لاتمنعه صخور صماء بتاتا. تعثر أنت ، تأخر أنت ، أسقط، وتنثر، ولكن من المؤكد جدا، بل من اليقين أنك ستعود كما عرفناك في اللقاء الأول ، بل وبربك أقوي من اي وقت تحول .

إن من المأمول على كل شاب تعثر بعد أن اعتلى سلم النجاح في حياته العلمية، أو العملية وخاصة في جانب أعمال الدخل غير المحدود أن يواصل المثابرة، والعمل بجد ومن جديد ؛ حتى يعود لقمة النجاح، والتفوق ، وسيجد المجد في انتظاره مجددا. وقصص الحياة مليئة بمن سقطوا، ثم عادوا بعد محاولات عديدة يكسو ها الإصرار، والتحدي، ويجملها الأمل، والتفاؤل، وحسن الظن في الخالق قبل ذلك، ولايعرف اليأس طريق قلبه من قريب أوبعيد. ولا عليه سوى الصبر مهما طال الوقت ؛ ليكتب بمشيئة المولى عز وجل بعدها الفرج. والله لايضيع تعب واجتهادمن توكل عليه فعلا. وبالعنوان الكبير أيها الشاب سيكتب على جدار الطموح أن النجاح الباهر ينتظرك؛ ليصافحك هذه المرة كما صافحك في المرة الأولى، ولكن بكفوف المصافحة الوثيقة التي لاتعرف الوداع أبدا إن شاء الله .

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button