اعتدنا منذ سنوات على سماع كلمات وجمل وعبارات تتحدث عن دعم الأسر المنتجة، وخلق فرص عمل لمنتسباتها وتطوير صناعاتهن، و ….. و…….، حتى ظننا أنه لم يعد هناك أي معوقات تواجه الأسر المنتجة، كما وأنها لم تعد بحاجة للبحث عن داعم مالي بعد أن نالت كل هذا الدعم المعنوي، وأن مشاركاتها في الفعاليات فاقت التوقعات !
وحينما نقف على حقيقة الأمر ونسأل عن الأسر المنتجة نجد أن معاناتها تفوق الصعاب، فكل سيدة تسعى للمشاركة ببرنامج أو فعالية، بحثًا عن كسب مالي ومعنوي، تأتي النتيجة محملة بخسائر مالية، فما تدفعه مقابل استئجار مساحة طاولة يفوق ما جمعته من مبيعات.
أما المتحدثون عن دعم الأسر المنتجة فقلة منهم من يقفون كداعمين حقيقيين قولًا وفعلًا، أما البقية الباقية فنراهم يتحدثون عبر وسائل الإعلام مظهرين ابتساماتهم بصورهم، أما أفعالهم ودعمهم فلا وجود له.
وفي أواخر الأسبوع الماضي أطلقت السيدة/ فاطمة قربان رائدة الأعمال الحرفية بمكة المكرمة مبادرة جيدة بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة تضمنت إقامة سوق خاص بالأسر المنتجة يوم الجمعة بمقر نادي الأمانة بالخالدية (1)؛ ليكون على غرار أسواق ايام الأسبوع في بعض مدن المملكة والعالم، وحظيت مبادرتها بدعم معنوي جيد من خلال مشاركة نائب رئيس المجلس البلدي الأستاذ/ فهد الروقي، وعضو المجلس البلدي الدكتورة عبير برهمين في افتتاحه؛ إضافة لمشاركة عدد من رجال الأعمال والإعلام وأساتذة الجامعة.
ولم يكن السوق مختصًا بالبيع فقط، فقد جمع بين بيع المنتجات وتقديمها للمستهلكين، وبث رسائل توعوية وإرشادية، من خلال تقديم الدكتور فهد تركستاني محاضرة عن التلوث وطرق ووسائل تجنبه.
وإن كانت خطوة السيدة فاطمة قربان جيدة وتستحق الدعم والإشادة، فإنها بحاجة إلى دعم أكبر، وهو ما نأمله من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بتخصيص موقع خاص لهذه الأسر بالقرب من مناطق سكن الحجاج والمعتمرين، لعرض ما لديهن من منتجات حرفية وبما يعود على هذه الأسر بالأفضل.
وأملنا أن تعمل أمانة العاصمة المقدسة خلال الأيام القادمة، ومع قدوم شهر رمضان المبارك على توفير مساحة إضافة لهذه الأسر بمقر النادي، وأن يفتح السوق أبوابه نهاية كل أسبوع من مساء يوم الخميس حتى مساء السبت.
