اللواء عبدالله سالم المالكي

خنوع تنظيم الحمدين وعلاقته غير الشريفة مع شريفه

عندما صرّح رئيس وزراء قطر  عبدالله بن ناصر آل ثاني بأن أمن قطر من أمن إيران، وأمن إيران من أمن قطر فهو لم يأتِ بجديد !! 

فالعلاقات الإيرانية القطرية قديمة الأزل، لكنها كانت سرية يحيط بها الكتمان، وتغلفها التَقِيّه وتغلب عليها المداهنات والمراوغات، أما الآن فقد أصبح البيت (القطري الإيراني) متوحدًا سرًا وعلانية،  مع العلم أن طهران هي الرابح الأكبر من وراء هذه العلاقة المشبوهة، وكما قيل مصائب قوم عند قوم فوائد.

قطر الآن تلعب على المكشوف والإعلان عن النية؛ لتعزيز وتقوية العلاقة بين قطر وطهران  أمر طبيعي يتماشى مع السياق العام لوحدة الهدف لدى الاثنين، وليس الأمر ردة فعل على مقاطعة دول التحالف لقطر كما يرى البعض، بل هو تأطير وإعلان لعلاقة قديمة بدأت منذ تولي حمد بن خليفة آل ثاني  الحكم حين  وحّد القُطْرَين (قطر وإيران) ثم أتى ابنه تميم ليكمل المسيرة، وأخرج العلاقة من السر إلى العلن لا أكثر ولا أقل، مما اضطر الاثنان إلى إبراز وثيقة الزواج العرفي؛ كي يتمكنا من ممارسة علاقتهما علنًا أمام الناس دون خجل أو وجل.

ثم أن ما يجمع بين قطر وإيران ليس حقل الغاز الشمالي فحسب، بل إن  الاثنين تجمعهما خصومة ضد المملكة العربية السعودية وخصومة ضد دول الخليج العربي، ورغبة الاثنين في إسقاط أنظمة الحكم، وتفكيك مجلس التعاون الخليجي ليتصدرا العالم كما يزعمون.

والمراقبون يرون أن قطر طوال العشرين عامًا الماضية تبحث عن شركاء لها لهدم المجلس الخليجي وتخريبه؛ لتعارضه مع أهدافها ولم تجد أفضل من إيران لمساعدتها في تنفيذ هذه المهمة خصوصًا بعد إعلان الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- مبادرته ورغبته في تغيير مسمى المجلس من مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس الاتحاد الخليجي.

ولذلك فإن الاثنين شركاء في تصدير الثورات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول  والروابط بينهما أكبر بكثير من الروابط بين قطر ودول الخليج العربي، وهما شريكان في تمويل أخطر مشروع تخريبي في تاريخ الشرق الأوسط يهدف لإسقاط وتقسيم الدول العربية،  وتحقيق التوسع المزعوم لدولة إسرائيل على الأراضي العربية.

كما أن قطر وقفت ضد أي مشروع عربي للتصالح السلمي بين الأطراف المتنازعة في اليمن وسوريا وليبيا، وهذا ما تطمح إليه إيران وحليفتها إسرائيل.

ورغم أن طهران تتعامل مع الملف القطري بحذر كما صرح بذلك وزير خارجية طهران؛ فإنها تسعى لتأسيس جناح سياسي لها في قطر كما هو الحال في لبنان، وسوريا، واليمن، وفلسطين، ويكفيها من قطر تعتيم قناة الجزيرة القطرية على أحداث المظاهرات والمسيرات الغاضبة من ملالي طهران ونظامهم الجائر وتفسيرها إعلاميًا بأنها مسيرات مؤيدة للنظام.

وحاليًا إيران تُطالب الدوحة بمساواتها بتركيا، وتطالب بتسهيل تأشيرات الدخول إلى الأراضي القطرية، وتراخيص الإقامة للتجار الإيرانيين، وتسعى إلى نهب ثروات القطريين أسوة بتركيا،  وقد هدد رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بقطع العلاقات مع قطر إذا لم تساهم في إطلاق سراح 48 إيرانيًا اختطفتهم جماعة إرهابية مدعومة من قطر على حد زعمه وفعلًا خنعت قطر لمطالب إيران، ودفعت الفدية للجماعة السورية المسلحة في مطلع يناير عام 2013.

وللأسف الشديد فإن الخاسر الأكبر جراء هذا الخنوع والعلاقات المشبوهة مع ملالي طهران هو الشعب القطري العزيز على قلوب جميع شعوب الدول الخليجية، وهو حقيقة غير راضٍ بالتدخل التركي الإيراني في شؤونه الداخلية، ومتضرر جدًا مما ترتكبه الحكومة من أخطاء فادحة بحقه، من تجنيس وتسهيل وتغاضي وتجاوزات يندى لها الجبين، لكن بإذن الله لابد من الليل أن ينجلي وستكون نهاية نفوذ ايران في قطر على يد شرفاء قطر في وقت قريب -إن شاء الله- وستطهر الأراضي القطرية من المستوطنين الإيرانيين والأتراك. 

مستشار أمني

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button