انتهى يوم السبت المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم الذي كان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمشاركة ٣٧٢ جامعة من ٣٣ دولة؛ حيث قام وزير التعليم معالي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ التعليم بافتتاحية، بصحبة وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة معالي المهندس حسين إبراهيم الحمادي خلال الفترة المنعقدة من ٥ إلى ٨ شعبان ١٤٤٠ هجرية،
وأشار فيه معالي وزير التعليم إلى أن “طموح المجتمع السعودي يحتم على الجامعات المساهمة في التنمية المستدامة”، وأكد على أن “برنامج الابتعاث حقق إنجازات كبيرة على المستوى المحلي والدولي.
وكان من نتاج هذه الفعالية إعلان الرياض الذي جاء تحقيقًا لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي أشار فيها بقوله -حفظه الله- :((نتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة، بما يتواكب مع رؤية المملكة العرببة السعودبة ٢٠٣٠ التي أعلنا عنها مؤخرًا)). وهذا ما تعبر عنه المملكة في توجهات نحو التعليم؛ حيث يعتبر التعليم فيها أولًا ويتضح ذلك من حجم الميزانية التي تقدر ب ١٩٢ مليار ريال مخصصات التعليم موازنة ٢٠١٩، وقد عزز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ذلك بقوله: ((لقد سخرت لكم دولتكم كل الإمكانات، ويسرّت لكم كل السبل لتنهلوا من العلم في أرقى الجامعات في الداخل والخارج، والوطن ينتظر منكم كثيرًا، فأنتم استثمار المستقبل للوطن)).
وكان البيان الختامي للمعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي يتجسد بإعلان الرياض التي أتى بعد نقاشات ثرية في جلسات اليوم الثاني وما سبقها ولحقها من فعاليات مصاحبة؛ حيث كان المعرض يمثل سوق حرة للتعليم شاركت فيه كل الجامعات والكليات والمعاهد السعودية، ومعها عدد من الجامعات الخليجية والأمريكية والأوروبية. حيث كان يرى الزائر أن هناك نهضة تعليمية كبيرة في المملكة في التعليم العالي تماهي رؤية ٢٠٣٠، مما يؤكد بأن الجامعات السعودية بمختلف مسمياتها وأماكن تواجدها في المملكة تسير بشكل متوازٍ لإنجاح الرؤية بتوفير الكوادر المتخصصة والمؤهلة لمواكبة عملية التنمية والتطوير التي تسير بها المملكة بخطى سريعة، وتزويد سوق العمل باحتياجاته الشاملة ولمختلف التخصصات بكوادر سعودية قادرة على إشباع السوق بسعودة الوظائف، وبمستوى عالٍ ينافس الكوادر الأجنبية بالخطط الاستراتيجية للمملكة؛ لنقل مكانة المملكة من كونها القوة الخامسة في العالم إلى الصفوف الأولى للقوى الدولية عبر كوادرها الوطنية التي لا شك أنها ستكون أقدر من غيرها على تحقيق التوجهات المستقبلية للمملكة في مختلف مجالات الحياة. وهذه الفعالية أوضحت حجم القوة التعليمية للمملكة؛ حيث تعرف الزائر على الكوادر الأكاديمية السعودية التي تتمتع بمستوى عالٍ من التعليم وبأخلاق راقية تمثل القدوة بأخلاق الإسلام بالاستهلال، والترحيب بالابتسامة والكلمة الطيبة. لتجسد مستوى راقٍ في التعامل مع الزائرين من خلال التعريف ببرامجها الأكاديمية، والإجابة على أسئلة الزائرين، وتزويدهم بالمعلومات المطبوعة اللازمة بحقيبة وبعض الهدايا الرمزية، وتبادل النقاش حول بعض القضايا الأكاديمية؛ مما يكون انطباعًا إيجابيًا لدى الزائرين عن المستوى العالي للتعليم وبرامجه التعليمية وكوادره الأكاديمية وفريقه الإداري الذي سهّل استمرار العملية بانسيابية سلسلة دون تعقيد أو إهمال. كما أن دور الجامعات السعودية كان واضحًا ليس فقط في ذلك، بل أيضًا في حلقات النقاش التي شاركت فيها والدورات وورش العمل التي قدمتها، وبمقترحاتها التي أثرت إعلان الرياض. والتي شملت “تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير”، وأن “المجتمع السعودي ينتظر من الجامعات تخريج مبتكرين ورواد أعمال قادرين على تحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠”، وأن “ما نجح في الماضي قد لا يكون بالضرورة ملائمًا لإنتاج المخرجات المرجوة للمستقبل”، وحث جهات التوظيف بالمطالبة بذلك، بأن على “جهات التوظيف والجامعات التواصل للتأكد من تماشي احتياجات سوق العمل مع نواتج التعليم”.
وكانت رؤية المملكة ٢٠٣٠ ترى في ملامح المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالمي؛ حيث تضمنت نظرة شاملة لقطاعات التعليم.
وأتاح المؤتمر على مدار أيامه الأربعة الفرصة للجامعات السعودية؛ لتتمكن من تبادل الخبرات مع جامعات دولية مرموقة بشكل مباشر. وفِي اليوم الثاني للمؤتمر شارك ١٢ متحدثًا في ٣ جلسات لبحث سبل تعزيز كفاءة عمل الجامعات.
وقد شاركت في ذلك كل الجامعات والكليات والمعاهد السعودية الحكومية والخاصة، و١١ جامعة إماراتية، وتم تقديم العديد من ورش العمل التي شارك فيها كل الجامعات السعودية، في مجالات التعليم والبحث العلمي، ومشاركة السفارة الأمريكية بالحديث عن الدراسات العليا في الولايات المتحدة.
وناقش المؤتمر الحوكمة الجديدة؛ وخاصة الداخلية منها من خلال ضبط الجودة لاعتماد مستوى تعليمي متميز للتأكد من وجود مخرجات تخدم الاقتصاد والتنمية. وكانت هناك في المعرض مشاركة متميزة للمكتبة الرقمية السعودية لما تقدمه من خدمات لمنسوبي الجامعات السعودية.
وشملت جلسات المؤتمر مستقبل التعليم والعمل والذكاء الاصطناعي.
وكذلك العديد من من ورش العمل التي بحثت في جاهزية الطلاب لسوق العمل والاستعداد لوظائف المستقبل.
واستعرض المؤتمر أيضًا فرص المرأة في العلوم والريادة.
كما شارك في المؤتمر العديد الملحقيات الثقافية السعودية في مختلف الدول. والكشف من أن هناك توجهًا لدى وزارة التعليم لدعم المرأة في قيادة الملحقيات.
وقد شارك أيضًا برنامج خادم الحرمين؛ حيث قدّم معلومات مفيدة عن عمله حيث يجري حاليا إعادة هيكلة البرنامج؛ ليتواكب مع مشاريع التحول الوطني بربط مخرجاته السابقة والحالية والمستقبلية مع رؤية المملكة الطموحة. كما أن هذه الفعالية لم تخلو من الترفيه؛ حيث شهد حفل الافتتاح في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض عرض أوبريت “تاريخ وطن”، قدّمه طلاب جامعة الملك عبد العزيز بمشاهد فنية متنوعة، جسدت تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه