يوجد في زهران عدد من الشعراء الشباب المبدعين إلا أن ظروف عملهم أجبرتهم على البعد عن منطقة الباحة والمنطقتين الجنوبية والغربية التي تقام فيها الحفلات باستمرار مما جعل ذكرهم كشعراء عرضة جنوبية يكاد يكون معدوماً وربما لا يعرفهم الكثير من متابعي هذا اللون من الشعر.!
من هؤلاء الشعراء الشاعر يحيى البدوي ..
وهو الشاعر يحيى بن بدوي بن يحيى الزهراني من قرية قرعة بوادي ثمران بتهامة بالحكم فهو شاعر مجيد له عدد من المشاركات الجيدة وحضر عدداً من الحفلات خاصة في مدينة الرياض مقر إقامته كما أن له مشاركات في قصائد المجالسي مع بعض شعراء المنطقة .. ولعلنا هنا نورد بعضاً من تلك القصائد.
القصيدة التالية بدعها من الشاعر يحيى البدوي والردود كان من الشاعر الكبير صالح بن محمد اللخمي الزهراني .. كان البدع فرشاً جميلاً من الشاعر يحيى ليفتح لمن يرد آفاقاً واسعة للردود .. برمزية جميلة بدأ الشاعر قصيدته الغزلية كعادة شعراء المنطقة الذين يكرمون المرأة عن التصريح بذكرها عند التغزل فيأتي الشعراء بألفاظ ك ( الهيل .. الغزال .. الصيد .. البندقة .. البن .. وغيرها ) .. هنا تحدث الشاعر عن البن وبيعه وشرائه وأنه ليس لكل من أراد ولا يحصل عليه إلا من يستحق , بينما كان ردود الشاعر صالح اللخمي ترحيباً ومدحاً للشاعر صاحب البدع .. القصيدة :
البدع يحيى البدوي:
يابن خولان داري كيف بيعك وشرواك
ماجور ماجاك من يد المعنى سوافي
مايشتريه الفقارا غير ناساً بطاريه
جنايته يحصدونه من غصوناً دنادين
مايعرضونه على مفلس وشروا هميه
الرد الشاعر صالح الخمي:
يا مرحبا والوفاء واجب لمثلك وشرواك
رجال ونعم ولك مبدأ مع الناس وافي
يالصاحب الي في الخاطر وناساً بطاريه
دندون واصله وفصله من رجال دنادين
ياليت عندي من الأصحاب شرواه ميه
وللشاعر يحيى البدوي القصيدة التالية والتي تحدث فيها عن بعض الأصدقاء والذين يظهرون لك خلاف ما يبطنون بينما أنت تخلص لهم الصداقة والنصيحة ولا تكتشف خداعهم وحقدهم عليك إلا متأخراً فتندم حيث لا ينفع الندم ..
القصيدة :
يابو صالح صاحبي جاني وفيده بندقه بلجيك
قال لي وش رايك ابغيها لصكات الزمان وقلبه
وأن بغيت ارمي بها الأهداف لاتقصر ولاتزم
وانا من صدقي غديت اشجعه كنت احسبه في عقله
أثره عود يصبحنا ويرمينا بدون اسباب
لاجزاه الله خير ولاعطاه العافيه والصحة
بعد ذيك الصحبه عود ضمني من جمله العدوان
ليتني خت الحذر من ساع ماجاني بها اول مره
والا كان اقنعته انه لايقنيها ويبتعد
لكن الدنيا تجارب عرفتنا بالعدو والصاحب
الصاحب يحمي مقامي والعدو ماهو من أهلها
ورغم مشاركات وقصائد الشاعر العديدة إلا أننا نختم بهذه القصيدة الجميلة التي بدعها شاعرنا ورد عليها الشاعر أحمد بن علي الدرمحي الزهراني ..
البدع يحيى البدوي :
اليوم مرت على قلبي سنه لابد الشر
شراً لوانه مسك قلة ربا صدعنها
احاول اهرب من الشر الذي ماسك اهرب
وكل ماجاء الطبيب يعالجه ما يبينا
انشب قلبي وبعض الادويه ما تمنها
الرد أحمد الدرمحي :
لا واغبوني على اللي يوم ريته بدا اشر
اشارةً ماقدرت اصيف واصد عنها
يوم ابصره كن في قلبي لذع ماس كهرب
الله واعلم وش اللي غيّره ما يبينا
وده ينقض جروحاً خاطري مات منها
أتمنى أن يكون في هذا المقال فائدة وإشارة إلى مثل هذا الشاعر وهم كثر .. والله ولي التوفيق .