لا تكاد تمضي عجلة التقدم السعودية على طريق المجد مرورًا بإنجاز تلو الآخر، حتى تواجه حقد قوى الشر التي تحاول عرقلتها باصطناع العقبات المختلفة سياسيًا واجتماعيًا وإعلاميًا، ثم وضعها أمام مسيرة النهضة السعودية؛ فتجسّد ذلك مؤخرًا بالحملة المغرضة المنظمة التي شنتها بعض وسائل الإعلام المعادية للمملكة؛ للتشكيك في غايات تطبيق “أبشر”، واتهامه بأنه مخصص كى يستخدمه الرجال لمراقبة تحركات نسائهم.
اتهام لا يمكن وصفه سوى بـ”الهذيان” الناتج من حقد مدفون في قلوب أعداء التقدم السعودي بشتى المجالات.
فتشير الأرقام والأدلة التقنية والعلمية إلى أن “أبشر” هو أضخم أداة خدمية في المملكة، تسهل على المواطنين السعوديين والمقيمين بمختلف شرائحهم إنجاز أكثر من 160 خدمة إجرائية مختلفة، ومن ثم تحقيق العديد من المهام منها القضاء على طوابير الانتظار أمام المؤسسات الحكومية، والتيسير على النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بتمكينهم من إجراء معاملاتهم الحكومية في أي وقت ومن أي مكان دون الحاجة للذهاب إلى المقرات الحكومية، إضافة إلى تعزيز إستراتيجية الحكومة الإلكترونية، وبناء المستقبل القائم على المعرفة.
لكن ثمة أهداف خبيثة وراء محاربة تطبيق “أبشر” لا تخرج جميعها عن محاولات عرقلة النماء السعودي المشهود، لا سيما بمحاولة تعطيل استفادة السعوديين من الخدمات الحكومية، وتسييس الخدمات التقنية ضمن مخططات التلاعب بالنسيج الاجتماعي والهوية الوطنية، إضافة إلى الهدف الاسمى لدى قوى الشر والذي يكمن في محاولات مواجهة مخرجات رؤية السعودية 2030 التي تعتمد في أساسها على تسخير التقنية، والتكنولوجيا، والتطبيقات الذكية من أجل بناء أضخم اقتصاد معرفة في المنطقة والعالم.
على طرفي نقيض، يظل تطبيق “أبشر” اسم على مسمى بتطابقه مع حجم خدماته التي تطال الحكومة والأفراد والأعمال، وبلوغ عدد المسجلين به 11 مليون مواطن ومواطنة، ووصول عدد العمليات المنجزة قرابة 51 مليون عملية، لتتضح رسالته الحقيقية أنه بشرى للوطن وأبنائه بالمضي على طريق التنمية المستدامة.
فأبشر يا وطن بالمرأة السعودية التي أصبحت تحظى بأرقى معايير التعليم الحضاري، وتتبوأ أعلى المناصب القيادية، وتقود سيارتها بأمان، وتشاهد المباريات من الملاعب، وتتساوى مع الرجل في الوظائف والرواتب، بل وتشارك بالعملية السياسية في مجلس الشورى والمجالس البلدية، وتحصل على كامل حقوقها الزوجية، وتتميز بالعمل الآمن المصون.
وارتفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 23 بالمئة في عام 2018.
أبشر يا وطن بمنجزات حضارية تعانق السماء، يشهد عليها انضمام المملكة إلى النادي النووي السلمي العالمي، وإطلاق أقمار صناعية مصنوعة بأيادي سعودية، وبناء أكبر مدينة ترفيهية في العالم توفر مليارات الريالات التي تنفق بالخارج، وتشييد مدينة نيوم كأحد أكبر المدن الاقتصادية في المنطقة والعالم، وبناء الاقتصاد الرقمي، وتحول المملكة إلى دولة صناعية بمشاريع الصناعات الثقيلة والمتوسطة والصغيرة والبتروكيماويات، والتوسع العمراني في قلب الصحراء، وبناء الإنسان السعودي المتقدم والمتطور.
أبشر يا وطن بخدمتك للحرمين الشريفين بكل غالٍ ونفيس، وتوسعتهما التاريخية العملاقة، وجعلهما منبعًا للإسلام الصحيح، والوسطية والتسامح، وتحصينهما ضد دعوات التطرف والغلو.
أبشر يا وطن بقيادة حكيمة استطاعت أن تحارب الإرهاب وتعمل على اجتثاث جذوره،
وأن تتصدى للخطر الإيراني والتدخلات الخارجية.
وتساعد العديد من دول المنطقة في استعادة أمنها واستقرارها، وتحفظ الأمن القومي العربي، وتجعل كلمة العرب سواء، وتكشف زيف شعارات قوى شر إقليمية حاولت تضليل الشعوب العربية لتفتيتهم.