عاد رأس الأفعى يطل من جديد على أمن المملكة العربية السعودية من خلال عملية إرهابية فاشلة في الزلفي، انتهت بالضرب بيد من حديد ولله الحمد عندما أقدم أربعة إرهابيين على الهجوم على مبنى المباحث العامة في الزلفي صبيحة يوم أمس الأحد السادس عشر من شهر شعبان 1440هـ بعد توقف عمليات الإرهاب في المملكة سنوات خلت بعد أن بذلت الجهات الأمنية جهودا جبارة في تتبع حركات التطرف وهجمات المتطرفين عبر كل الوسائل سواء ما يخص التواصل الاجتماعي الذي كان سبيلهم للوصول لأهدافهم أو الدعم اللوجستي الذي كانوا يتلقونه من الخارج وكذا الداخل من الجماعات التكفيرية الناقمة على المملكة لما تتمتع به من سياسات حكيمة وأدت كل مخططات الأعداء تجاه أمن واستقرار المملكة على مدار العام وفي المناسبات الدينية كالحج والعمرة والزيارة أو مقرات الشركات الأجنبية التي تعمل لصالح مشروعات التنمية في المملكة من باب التعاون الدولي وفق اتفاقات مبرمة بين الدولة والدول الشقيقة والصديقة مما رفع رصيدها عند المجتمع الدولي وجعلها مضرب المثل الأعلى لمحاربة ومكافحة الإرهاب وفق قوانين دولية متعارف عليها وبأحدث وسائل الكشف عن المخططات الإرهابية واستباق تنفيذها بضربات موجعة للإرهابيين أيا كانت انتماءاتهم وجنسياتهم وأعمارهم وجنسهم حتى عشنا في أمن وأمان من شرهم عدة سنوات مضت ولكن يظل هناك خلايا نائمة في كل المجتمعات وذئاب بشرية منفردة تقوم بأعمال إما عشوائية أو مخطط لها كما حصل في الزلفي مؤخرا .
أعتقد أن مقرات المباحث العامة كانت في منأى في السنوات الثلاثين الماضية مذ انطلقت شرارة الإرهاب في مرحلته الثالثة عام 1990م تقريبا إذ بدأت مرحلة التنفيذ لمخططات التكفيريين من خلال استغلال الظروف السياسية التي طرأت إبان غزو الكويت والحرب الأفغانية مما أظهر الفكر المتشدد على حقيقته فكانت المملكة مستهدفة بالدرجة الأولى كونها تقود العالم الإسلامي بحكم موقعها الريادي كخادمة للحرمين الشريفين وآمين البيت الحرام وزوار المسجد النبوي فأرادوا انتقاص هذا الدور بتنفيذ عمليات ضد الوطن والمواطن وضد الوافدين للمملكة من خارجها في سبيل تحقيق اهدافهم الشريرة ومحاولة زعزعة ما تتمتع به الدولة من انعكاسات إيجابية من المجتمع الدولي عبر منظماته ومن خلال دول العالم التي رأت في المملكة وقياداتها شريكا فاعلا ومؤثرا في تحقيق السلم والأمن الدوليين والنأي بالنفس عن التدخل في شؤون الآخرين إلا بما يحقق الأهداف السامية والتعايش السلمي الذي تدعمه بالمال وبالرجال في سبيل حماية مقدساتها وعلاقاتها فوأدت الكثير من الأعمال الإرهابية وتعاونت مع العالم في القبض على المجرمين الإرهابيين في كل زمان وعلى كافة الصعد وشهد بكفائتها العالم كله بما فيهم الأعداء .
من هنا ولعلنا نستذكر دور رجال المباحث العامة في أرجاء البلاد إذ كان لهم اليد الطولى في تتبع الحركات ومعتنقيها واصطيادهم في جحورهم ومكان اختبائهم في المدن والقرى والهجروعبر شبكات الطرق طول المملكة وعرضها وتقديمهم للعدالة وفق أنظمة وزارة الداخلية التي أنشأت برنامج المناصحة لمن تم التغرير بهم وتقديم الدعم لهم ماديا ومعنويا حتى تم استصلاح الكثير إلا من ضل عن الطريق السوي وظل على تفكيره التكفيري فتعاملت معهم بما يستوجب درء خطرهم وتجفيف منابع تمويلهم سواء في الداخل أو الخارج وأحكمت قبضتها الحديدية على كل ما يقدم لهم من أموال بطرق ملتوية وأصبحت المملكة ولله الحمد تعمل بنظام عالمي فريد من نوعه وأصبح المواطن والمقيم في مأمن من كل ما يدعو للشك في مدخراته وإيراداته وتحويلاته وزاد النور نورا بقمع الفساد والمفسدين في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله فرصعا بالأنظمة الجديدة الصارمة جبين الوطن بما تحقق من كشف لكل مال جمع من غير حله وأنفق في غير وطنيته ولذا نعيد ونكرر أن رجال المباحث العامة في بلادنا يتمتعون بيقظة غير مسبوقة وما حصل في الزلفي هو أكبر دليل على ما يتمتع به رجل المباحث من حس أمني ووطنية صادقة ودقة تعامل مع أي هدف معادي ولله الحمد وما قتل الأربعة الإرهابيين في وقت قياسي بعد أن اختار الإرهابيون زمنا يعلمون فيه بتواجد رجال المباحث في مقر العمل بغية إيقاع أكبر عدد من القتلى في ظنهم فوقعوا في شر مخططهم بأن انتهت العملية بقتلهم بأقل عدد مشارك في التعامل معهم دون وقوع قتلى في صفوف رجال الأمن عدا إصابات طفيفة فلهؤلاء الرجال نرفع القبعات وندعو لهم بالتمكين ونشيد بدورهم الذي لا ينفك عن دور الأمن الداخلي الذي نعيشه مواطنين ومقيمين ويعيشه كل من يزور بلادنا ويحمل معه رسالة السفير الصادق .
مرت العملية دون خسائر ولا ضحايا في الجانب الأمني وهذا أكبر دليل أيضا على أن رجال أمننا مدربون على التعامل مع هكذا قضايا أمنية دون ارتباك بل الحزم كان في قلوبهم والعزم في أيديهم فعاشت الزلفي وكأن شيئا لم يكن لم تتعطل حركة المكان ولا تحركات الإنسان بل الجميع يمارس دوره ككل يوم والطلاب يؤدون اختباراتهم وانتهت العملية لهذه الجماعة المسلحة في وقت قياسي وسلم الناس من شرهم وبطرهم وستتضح الأمور بعد انتهاء التحريات والبحث الجنائي وفحص مخلفات العملية الإرهابية التي وقعت قبيل الشهر الكريم في أيام مباركة وسط الشهر ليلقوا حتفهم على أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم نموذج لكل رجال أمننا البواسل الساهرين على راحة المواطن والمقيم في الداخل في الوقت الذي قرنائهم من رجال الجيش يذودون عن الوطن في حدوده من جميع الجهات الأصلية والفرعية وبالذات الحد الجنوبي لدحر الحوثيين ومن ورائهم ومن يدعمهم ليحققوا الخيرية التي ارتضاها لنا رب العزة والجلال بأن جعل بلادنا ناصرة للمظلومين ورافدة للملهوفين وحاضنة لمقدسات الإسلام والمسلمين ممثلة في خدمة الحرمين الشريفين والسهر على أمن وراحة وتنظيم أفواج الحجاج والمعتمرين والزائرين …