المقالات

على مسرح النجاح

في كل مرحلة نجاح ستواجه من يقف أمامك بفأسه يحاول اجتثاث نجاحك بتكسير معنوياتك أو تشويه تصرفاتك.. 

ستجد من يفتت أوراق شجرتك .. ويتلف شموخ أغصانك .. ستجد من يهشم مراياك ومزاياك أمام نفسك والآخرين ..ستجد من يحاول سحب البساط من تحت قدميك رغبة أن يكون هو السيد ولست أنت .. 

وهذا الأمر ليس بجديد في زماننا إنما هو موجود منذ الأزل،  ولو تصفحنا التاريخ لوجدنا كمًا هائلًا من مثل هؤلاء المشوهين للنجاحات وللبشر .. والقدرات.. 

فهذا المتنبي الشاعر العباسي  العظيم كانت هناك فترة في حياته مليئة بالمؤامرات والغيرة التي بلغت ذروتها، وأجبرته على ترك وطنه وصديقه سيف الدولة الحمداني متجهًا إلى مصر لمدة من الزمن..

وهذا ابن زيدون الشاعر الأندلسي الكبير  “زعيم الفئة القرطبية ونشأة الدولة الجهورية الَّذِي بهر فِي نظامه، وَظهر كالبدر لَيْلَة تَمَامه فجَاء من القَوْل بِسحر وقلده أبهى نحر..”كما ذكره صاحب القلائد، قد تعرض للمؤامرات والدسائس ليسجن ثم يغادر قرطبة مهوى مجده وحبه منكسرًا ..

وغير هذين الشاعرين كثر من أدباء، وأصحاب سلطات، ومراكز عليا قد تعرضوا للهجوم ومحاولة إسقاطهم من عل بسبب نجاحاتهم المتوالية .. ولكن كثر منهم لم يستسلم ولم ينخ هزيمته عند أول عثرة؛ بل نراهم دافعوا عن مجدهم واستمروا في ارتقاء سلم النجاح؛ لأنهم يؤمنون بمواهبهم .. وبقدراتهم .. وبأن الرصاص الذي يتلقونه من أعداء نجاحهم ما هو إلا رصاص قوة تدفع بهم نحو العلو والمجد ..فخلدت مآثرهم .. وتعطرت بأريج المثابرة والإصرار على النجاح ..

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button