أحمد سعيد مصلح

معاهد لتخريج اللصوص والمجرمين !

الصحفي المتجول

هل سمعتم من قبل عن وجود معاهد مهمتها تخريج أحدث وأرقي تشكيلات اللصوص والمجرمين عوضاً عن تخريج البرامج التي تفيد المجتمع وتعود عليه بالنفع..فإن لم تسمعوا بذلك فسوف أروي لكم  الحقيقة والأسباب الرئيسية عن وجود هذه المعاهد على الصعيد المحلي والتي أنشئت بعلم وبركات أصحابها من المواطنين (المخبصين) وليسوا المخلصين…وإن جاز تسميتها فهي بمثابة معاهد لتخريج  المجرمين ومنحهم الحرية الكاملة ليسرحوا ويمرحوا بإرتكاب أخطر الجرائم وترويع الآمنين !..

 والقصة من (طق طق للسلام عليكم) كما يقول المثل الشعبي هو إن هذه المعاهد والكليات كما أسلفت منتجة لأحدث تشكيلات اللصوص والبلطجية والمجرمين وتأهيلهم ثم تخريجهم ودفعهم لسوق العمل الحر لدينا – ومن المفارقات في هذا الشأن فإن المتدرب منهم يأتي إلى هذه البلاد بطلب العمل الشريف وكسب لقمة عيشه من عرق جبينه له ولأسرته الفقيرة في بلده ثم مايلبث مضطراً لأن يتحول إلى أحد عتاة المجرمين فيعود إلى بلده وقد إكتسب صفة الإجرام بفضل تلك المعاهد الإجرامية  !..

نعم أقولها بصراحة فهناك مؤسسات خاصة وكذلك بعض المواطنين الذين يسهمون بتصرفاتهم اللاوطنية هذه إلى نشر الجريمة وتفريخ اللصوص والعصابات والبلطجية في بلادنا وتتنوع طريقة تخرج المجرم من معهد لآخر – فهناك من يستقدم عمالاً للعمل عنده ثم يرغمهم بالعمل لدى الغير مقابل مبلغ شهري متفق عليه يحصل عليه الكفيل من هذه العمالة الوافدة أو أن يتستر علي وافدين لمزاولة النشاط التجاري بأنواعه المختلفة تحت غطاء سجله التجاري في مقابل الحصول على مبلغ شهري فلكي يفوق طاقة المتستر عليه وما يحدث هنا هو أن  هذا الوافد سوف يتحول إلى لص (ودراكولا) يقوم بإمتصاص دماء المواطنين وفي حال خسارته المالية أو كساد عمله وعدم تمكنه من دفع مبلغ الجزية للكفيل المتستر عليه فسيضطر حينها للسرقة أو بيع المخدرات والممنوعات ومن ضمن هذه الدورات التي تقيمها هذه المعاهد أيضاً لجوء المواطن أو المؤسسة إلى المماطلة في دفع رواتب عمالته ولعدة أشهر متتالية مما يضطر هذه العمالة إلى الإنحراف واللجوء إلى السرقة أو قيام العمالة بحرق مقر المؤسسة أو التجمع في الطرقات العامة وتهديد المارة بالقاء الحجارة والزجاج عليهم كما حدث مؤخراً في بعض مدننا ..ومن الدورات التي تخرجها تلك المعاهد المنتجة كذلك للمجرمين قيام البعض بمنح العمالة رواتب شهرية عبارة عن حفنة بسيطة من الدراهم لاتسمن ولاتغني من جوع مما يضطره للإتجاه إلى إرتكاب الجريمة مرغماً لزيادة دخله وهذه الفئة من المواطنين هم الذين يماطلون في دفع رواتب منسوبيها من الوافدين في وقتها رغم ضعف رواتبهم والتي قد لاتتجاوز الألف ريال شهرياً أو أقل من ذلك مما يضطر هذا الوافد الذي أتى خصيصاً للعمل في بلادنا إلى الإتجاه إلى منحى آخر لكسب رزقه وهو السرقة وإرتكاب عمليات إجرامية..

 وتعد هذه المعاهد كالمصانع التي تنتج اللصوص والمجرمين حيث أخذنا نسمع بوجود عصابات منظمة للسرقة والسطو والإختلاس والترصد بعملاء البنوك وسرقتهم بالإكراه وكذلك قطاع الطرق ومشعلى الحرائق في المرافق العامة والمخربين وغيرها من الجرائم المفجعة التي أخذت تنتشر في بلادنا كإنتشار النار في الهشيم مما يتطلب سرعة تدخل الجهات الرسمية في الدولة لتتبع الأسباب الدافعة للجريمة وبالتالي معاقبة كلاً من يثبت أنه السبب في وقوع مثل هذه الأفعال من المواطنين المتسترين الذين إضطروا هذه العمالة لإرتكاب هذه الأعمال الإجرامية بالتشهير بهم وتحميلهم كافة المسئولية بما فيها الجريمة التي إرتكبها مكفوليهم وقبل ذلك عدم منح تأشيرات جديدة لكل من هب ودب ما لم يتم التأكد من  أهلية المستقدم للعمالة وضمان وجود عمل مقابل رواتب مناسبة وتشمل ضمان السكن والعلاج للعامل وتسلمه راتبه أولاً بأول..

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button