“مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا”، هكذا اختصر المصطفى -ﷺ- الأمن والأمان في جمل بسيطة لا يدرك مداها إلا من افتقدها.
فحينما نتنفس دون خوف أو ننام دون رعب، أو نتجول دون حذر فتلك نعمة لا تقدر بكنوز الأرض.
فعلى مر التاريخ الطويل الذي مر به وطننا الغالي، وهو ينعم بنعمة الأمن التي يفتقدها الكثير من الدول اليوم، تلك النعمة التي ندرك تمامًا مدى أهميتها.
إن أمن هذا الوطن الغالي لم يكن لولا الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل ذلك؛ فمنذ ولادة هذا الكيان العظيم الذي نستظل تحت رايته جيلًا بعد جيل، ونحن ننعم بقادة أدركوا معنى الأمان فزرعوها في كل شبر من أرض هذه البلاد، وبذلوا في سبيلها الغالي والنفيس؛ حتى يحظى كل من عليها برغد العيش والطمأنينة والراحة والاستقرار.
وما نحن عليه الآن هو حصاد ما زرعه قاداتنا عبر السنين الماضية، والذي ما زالوا يروونه بكل إخلاص ووفاء.
“وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم”
فمن خلال جيل الأبطال العظماء في قاداتنا، نشأ جيل لا يهاب الموت في سبيل العز والشرف والكرامة، فهؤلاء رجال الأمن في وطننا لا يغمض لهم جفن في سبيل أمن هذه البلاد وأمانها.
رجال عاهدوا الله على الإخلاص والتضحية والتفاني لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم.
رجال ” تتجافى جنوبهم عن المضاجع”؛ حتى لا يشوب دينهم ووطنهم شائبة.
رجال يسهرون؛ لينام الوطن قرير العين.
رجال في كل حد من حدود الوطن يذودون عنها الأعداء، وفي كل منفذ يسدون الثغرات.
كل ذلك من أجل “نعمة الأمن” التي حظانا بها المولى -جل وعلا-.
” فكل ذو نعمةٍ محسود”؛ لذلك على كل من ينعم بتلك النعمة أن يكون في هذا البلد رجل أمن يقف في وجه كل من يحاول زعزعة هذا الأمن أو يحاول أن يهدم استقرار هذا الوطن.
ومن واجب كل فرد أن يقف جنبًا إلى جنب مع رجال الأمن حتى يرد كيد كل من يحاول أن يكيد لهذا الوطن أو أن يزرع فيها ثغرة تزعزع من أمنها، أو تفكك من ترابطها، أو تبعثر كيانها.
الجميع في شارع الوطن جندي يتسلح بسلاح الوفاء من واجبه تجاه وطنه أن يرد ولو بجزء بسيط من حقوقه، ومن أبسط حقوقه الحفاظ على هذا الوطن؛ كي يكون شامخًا رغم أنف الحاقدين والحاسدين.
فنعمة الأمن أمانةٌ في أعناق كل حر يعيش على أرض هذا البلد، ويستظل تحت سمائه “سماء العزة والكرامة”..
الله يديم نعمة الامن والامان …مقال رائع حبيبة قلبي