أسامة زيتوني

رمضان في بلد الأمن والأمان

ما هي إلا أيام قلائل ويحل بنا شهر رمضان المبارك، شهر الخير والغفران، هذا الشهر العظيم الذي ينتظره المسلمون في لهفةٍ وشوق وحب كبير‏؛‏ حيث تتوق إليه القلوب، وتشتاق إليه النفوس وتهتز إليه الأرواح التي تؤثر رضوان الله‏ وتبتغي مرضاته‏، سائلين المولى -عز وجل- أن يبلغهم رمضان، وأن ينعم عليهم بالخيرات والحسنات وارتفاع الدرجات، فأيامه لها في نفوس المؤمنين قداسة وجلال وطهر ورفعة، فهي غذاء للروح, ونقاء للنفس, وقوام للخلق, وهي نعمة كبرى, يفرح بها المسلمون، طمعًا في رحمة الكريم المنان، والعتق من النيران والفوز بالجنان.

ويتزايد هذا الفرح والسرور لدى المسلمين كافة إذا أنعم الله عليهم بزيارة المسجد الحرام وأداء العمرة في هذ الشهر الفضيل، والارتواء من رحمات الله بجوار بيته العتيق، والصوم في جنبات هذه الأرض المقدسة التي حباها الله مزية خاصة عن بقية المدن والأماكن الإسلامية لاجتماع شرف الزمان والمكان، فلشهر رمضان في البقاع المقدسة مذاق خاص ونكهة متميزة قل وندر أن نجد لها نظيرًا في بقعة أخرى من بقاع العالم.

ولما كانت الأعداد المتزايدة من المسلمين تحرص على تأدية عمرة في شهر رمضان وقضاء أيام الصيام في جوار البيت الحرام، فقد حرصت حكومة المملكة العربية السعودية على إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لتمكينهم من الظفر بهذه الزيارة المباركة، وتهيأة كل سبل الراحة والطمأنينة لملايين الزوار والمعتمرين؛ ولينعموا بقضاء أوقات روحانية في هذه الديار المقدسة. 

حيث أخذت حكومة هذه البلاد الطاهرة على عاتقها إقامة المشاريع الضخمة التي تساهم في استيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار، وتقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين انطلاقًا من واجباتها ومسؤولياتها تجاه جميع المسلمين، وتوفير كل ما من شأنه ضمان أمن وسلامة وراحة ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بكل طمأنينة واستقرار، وتهيئة الأجواء الإيمانية لهم، وتقديم الرعاية الفائقة بكل التفاني والحبور، والعناية والسرور، ومنظومة الخدمات المتألقة في كافة الجوانب.

إن الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، ما هي إلا من بركات الله سبحانه وتعالى وعطائه وفضله، الذي أنعم به على أهل هذه البلاد المباركة بخدمة بيته العتيق وزواره وقاصديه، وانطلاقًا من الثوابت الراسخة التي وضعها مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز – رحمه الله – والتي لن تتزحزح عنها منذ تأسيسها، فهي دولة الإسلام ومهبط الرسالة ومهوى أفئدة المؤمنين، وفيها قبلة المسلمين، ومسجد خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم.

مشاعر كلها فخر واعتزاز، تتملكنا جميعًا عندما نشاهد تفاني أبناء هذه البلاد وجهود كافة الجهات الوطنية؛ لخدمة زوار الحرمين الشريفين من أبناء المسلمين في كافة بقاع العالم، هذا الفخر نابع من قدرات عالية وشرف عظيم تستشعره وتتحمله هذه البلاد المباركة حكومةً وشعبًا، فكما يؤكد ولاة أمورنا -يحفظهم الله- مرارًا وتكرارًا أن المملكة العربية السعودية قامت على الكتاب والسنة، وتفخر في كل وقت بخدمة الحجاج والمعتمرين، بل وتبذل من أجل ذلك كل ما تملك، حتى ينعم الزائر بأداء المشاعر بكل راحة ويسر وطمأنينة، وهو ما أكدت عليه رؤية المملكة 2030 بالاستفادة من العمق الإسلامي والعربي للسعودية في تحقيق الريادة العالمية.

وفي الواقع فإن المتابع لجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، والمشاريع الضخمة التي أنجزت فيهما والتوسعات التاريخية في الحرم المكي الشريف التي زادت من بهائه وجماله ورونقه؛ ليكون تحفة معمارية إسلامية سيخلدها تاريخ المعمار الإسلامي على مدار التاريخ، كما ساهمت في الرفع من طاقته الاستيعابية إلى عشرات المرات، كل ذلك يؤكد بلا شك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – يحفظهما الله – تبذل قصارى جهدها في توفير بيئة آمنة وتهيئة الفرصة لأكبر عدد من الزوار في كل عام؛ ليؤدوا مناسكهم بكل طمأنينة ويسر وروحانية.

إنها مشاهد مشرفة تستدعي الفخر والاعتزاز، فما تنعم به هذه البلاد المباركة من الأمن والأمان والاستقرار، لم يكن وليد الصدفة وإنما كان بفضل الله سبحانه وكرمه، ثم بما حبانا الله إياه من شرف خدمة بيته العتيق، والجهود الجبارة التي تقدمها حكومة المملكة استشعارًا لهذا الشرف العظيم، بل وإن المشهد يؤكد بأن شرف الخدمة لا يقتصر على حكومتنا الرشيدة فحسب، بل في كافة أبناء الوطن الكرام، والذي يعد مكونًا أساسيًا في وجدانهم وتربيتهم، وحرصهم على الخير وتفانيهم في خدمة الزوار والمعتمرين، والتاريخ ولله الحمد حافل بالمواقف المشرفة.

فالحقيقة أننا أمام نعمة كبيرة تستحق الشكر لله -عز وجل- أن منحنا هذا الشرف العظيم، وأنعم علينا بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار، فنسأله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأن يحفظ بلادنا وقيادتنا الحكيمة التي تبذل الغالي والنفيس لخدمة الاسلام والمسلمين، وأن يديم اللحمة الوطنية المتينة بين القيادة والشعب، وأن يحفظ سائر بلاد المسلمين من كل مكروه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button