لا شك أن المتتبع لما يدور في الساحة الرياضية العربية يلحظ بالعين المجردة الطفرة التي يعيشها نادي بيراميدز المصري، والذي استطاع بكل جدارة أن يجندل (عتاولة) الدوري هناك، ويكسر هيبة الاحتكار المتوارث، بل ويفكك أسطورة الأهلي والزمالك معًا في أيام معدودات، مقارنة بالتاريخ الذي يتكئ عليه كلاهما وجحافل التأييد من قبل جمهور أم الدنيا. عليك فقط أن تنظر إلى جدول الترتيب وستجد بيراميدز (متربعًا) و(واضع رجل على رجل في القمة) بشموخ و(عظمة).
على الجهة المقابلة، وعندما (تسبح) باتجاه دورينا ويستقر بك المقام في أطهر بقاع الأرض، فبالتأكيد سيكون نادي الوحدة العزيز هو ملء العيون والأبصار..عراقة وتأسيس وأولويات. بالأمس القريب كان فرسان مكة يعانون في ظلمات الأولى، وعقب العودة إلى مكانهم الطبيعي في دوري الأضواء، خاف الوحداويون (الحقيقيون) على فريقهم، من أن تبتلعه دوامة الهبوط مرة أخرى وسط شدة المنافسة وترهل الأدوات والعناصر الحمراء، كل ذلك أعتقد بأنه متفق عليه. قبل أن يظهر “تركي آل الشيخ” داعمًا ومحفزًا وعاشقًا في العلن، ليتغير الشكل والمضمون وتختلف الوحدة بنسبة 100% (من الباب للباب).
بين الوحدة وبيراميدز تشابه في أشياء كثيرة. حيث حمل أبو ناصر كليهما على كفوف (التحدي)، وذلل الصعاب وحول المستحيل إلى واقع. في النسخة المصرية نجح النموذج الاستثماري الجديد إلى حد بعيد، لكن في الوحدة لم تكن (الخواتيم) بحجم الدخل والتطلعات والطموح المشروع، على الرغم من (اجتهاد) الرئيس الجميل “حاتم خيمي” ونائبه الخبير “عبدالله خوقير” (أبناء) النادي. سؤال عريض يطرح نفسه لماذا نجح بيراميدز وأخفق (الفرسان)؟ أين المشكلة ومن المتسبب؟!
وسؤال أخير مفتوح على كل الاتجاهات: من خذل الوحدة؟
جماهير الوحدة تبحث عن إجابة شافية، وكذلك الوسط الرياضي والإعلامي فهل من مجيب؟!
.. ولنا عودة.