قد نصل لوقت لاننتظر فيه شيئًا، ولانريد شيئًا، وتفاجئنا الحياة بأن تحقق لنا الأحلام والأمنيات، كدنا أن ننساها، ولكن يعوضنا الله بما هو أجمل من تلك الأحلام، يشاء ربنا أن يحرك أقدارنا أكثر مما نتمنى
إنه إذا أعطى أدهش العقول بعطائه.
وإذا أراد الله لنا أمرًا ساقه لنا سوقًا عجيبًا من حيث لانحتسب؛ فلنطمئن فقد تمر عليك ساعة من ضيق، وتتبعها هموم وآلام، وتضيق بك الأرض بما رحبت، ويبلغ بك الضيق مبلغه،
وتسجد سجدةً موقنًا بالله تجهش فيها بالبكاء.
وتستشعر قدرة القدير على تغير حالك، تأكد أنه قادر أن يبدل حالك من كربٍ إلى فرج،
ومن حزنٍ إلى فرح،
قادر أن يجيب دعاءك، ويكشف ضرك.
فكم من مريضٍ أضحى صحيحًا،
وكم من فقيرٍ أمسى غنيًا،
فلا تيأس ياصاحب البلاء فالله قدر المقادير، وأمرنا بالدعاء،
ثق بالله، واعلم أن الله إذا أحب عبدًا، حرك الأقدار من أجله
فلولا خلق الله الظلام لما عُرف قدر النور، ولولا خلق أنواع البلاء لما عُرف قدر العافية، وأعرف الناس بقدر النعمة من ذاق البلاء،
وأعرفهم بقدر الغنى من قاسى ضرائر الحاجة، فالدعاء يدفع قدر الله بأمر من الله…
“ولاتقولن لشيء إني فاعلٌ ذلك غداً إلا أن يشاء الله “
أسأل الله أن يغير أقدارنا أفضل مما نتمنى، ويعطينا الخير مما نطلب وندعو …