مودة الفؤاد
لله در القائل :
عاشر بمعروف فإنك راحل
وأترك قلوب الناس نحوك صافية
وأذكر من الإحسان كل صغيرةٍ
فاللهُ لا تخفى عليه الخافية
وأكتب بخطك إن أردت عبارة
لا شئ في الدنيا يساوي العافية
مرت أيام العمر بين تعلم ووظيفة ، ومضى القطار بنا في هذه الحياة سريعآ
فبالأمس القريب كانت الفرحة ترتسم على وجهي الذي كان في مطلع العمر حين باشرت أول عمل لي بتاريخ ١٤٠٨/٠٩/١٨ بمنطقة مكة المكرمة للإتصالات / إدارة العلاقات العامة، عندما كان مدير المنطقة في ذلك الحين سعادة المهندس، أيمن بن مصطفى عرقسوس (رحمة الله)، أبان تولى حقيبة وزارة البرق والبريد والهاتف معالي الدكتور /علوي درويش كيال ( حفظه الله).
وتعاقبت الأيام والشهور والسنين وأنا أعمل دون كدر أو ملل في ظل الوزارة حتى تحولت إلى شركة الإتصالات السعودية (STC)
أكتسبت خلال فترة عملي خبرات وفيرة من عدة إدارات وأقسام
حتى وضعت رحالي الوظيفي قبل ١٥ عام بمكتب خدمات المشتركين بالعمرة عندما كان يرئسه الشاب الخلوق صالح بن عباس خضري، فتتلمذت على يديه كيفية خدمة المشتركين عبر المكتب، فله الشكر على ما أضافه لي من علوم المعرفة في التعامل مع طالبي الخدمة.
١٥ عام مضت كلمك البصر، واليوم حان موعد الرحيل
فبعد خدمة جاوزت ٣١ عام أغادر شركة الإتصالات السعودية بناءآ على طلبي (تقاعد مبكر) تاركآ المجال لشباب اليوم رجال الغد أن يقدموا مالديهم من علوم المعرفة في خدمة العملاء
الثلاثاء ١٤٤٠/٠٨/٢٥ آخر يوم عمل لي في هذا القطاع الحيوي الذي لا يستغني عنه أحد ،والبسمة ترتسم على وجهي الذي غزته تقلبات أيام الحياة
زاملت خلال فترة العمل الكثير من الزملاء منهم من رحل ومنهم ما زال على رأس العمل.
أتقدم للجميع بالشكر والعرفان على طيب المعاملة، وما لمسته منهم من حب وإحترام متبادل ، راجيآ منهم العفو والسماح عمّا بدر مني من سلبية تجاه أحد منهم دون قصد على أمل أن التقي بهم في مناسبات سعيدة تجمعني بهم على خير بإذن الله
الأربعاء١٤٤٠/٠٨/٢٦ يوم الحرية ، يوم الإنطلاق نحو حياة جديدة تختلف كليآ عن ما سبق من أيام،اعوض فيها عائلتي ما فقدته مني خلال إنشغالي بالعمل ، أعيد ترتيب أوراقي لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه إن شاء الله.
مداد قلمي سيدوم لصحيفة مكة الإليكترونية أكثر مما سبق
لكم تحياتي.
