ناصر محمد العُمري

أدبي الباحة..يعتنق السيد النبيل

وحدهم المسرحيون يدركون معنى مايفعله نادي الباحة الأدبي للمسرح بإعلان ملتقاه المسرحي الأول ، كون المسرح اليوم يعاني غيابا سرمديا عن مشهد الثقافة.
لذا نجد أنفسنا نحن الفارون من هول هذا الغياب نستقبل إعلان نادي الباحة عن ملتقاه بفرح المستهام، لأن الملتقى يأتي على نحو مختلف وفي ظرف دقيق ووسط أحلام بحجم الأفق علوا واتساعا، فالملتقى هو في حقيقته استحضار لمكانة السيد النبيل واعتزازا بدور الفن المسرحي في حفظ الذاكرة الوجدانية للشعوب وهو خطوة باتجاه الحلم الذي طال انتظاره ،ودليل على أن المسرح مازال متمسكا بالبقاء رغم كل محاولات الفناء،
ولأن اللحظة التي تفصلنا عن آخر تجمع مسرحي تزيد عن العامين – وهذا شكل من أشكال التهديد بالزوال- جاء نادي الباحة الأدبي بمشاعل النور من وسط جحافل الظلام لينير الطريق إلى المسرح.

الملتقى جاء مستلهما بارقة الأمل التي جسدتها تغريدة لسمو وزير الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي وكانت مبهجة حقا للمسرحيين فأتخذ منها أدبي الباحة شعارا للملتقى (نحتفي بالمسرح.. ونعزز حضوره) وهذه خطوة هامة تمثل أحد أهم أشكال التكامل بين رؤى الوزارة وبين واقع الممارسة التي تتبناها أذرع الثقافة
مما يعني أن الملتقي يتجاوز الدور التقليدي للملتقيات إلى رسم أفق حديث تتعاضد فيه رؤى الجهات التشريعية مع أدوار وممارسات الجهات التنفيذية.

وعلى مستوى الممارسة المسرحية فإن الملتقى ووفق ما أعلنه رئيس أدبي الباحة الأستاذ، حسن الزهراني سيضعنا إزاء فعل مسرحي قادر على خلق خطاب مسرحي متعدد حيث
العروض المسرحية بمختلف مدارسها والجلسات العلمية ذات المحاورالمتعددة والمعرض المصاحب والورش التي يقدمها
الملتقى وتكريم الرواد والمبرزين ستشكل هذه المحاور تفاعلات مسرحية على قدر كبير من الأهمية
وستعمل على إحداث قدر من المواكبة النسبيةللفعل المسرحي المنفتح على التحولات المستقبلية من خلال استشراف ملامح المسرح الحديث وصولا إلى مسرح قادر على إعادة صياغة لحظة الدهشة المنشودةوتشكيل إطار صالح لممارسة تتوفر فيه كامل عناصر الفرجة المسرحية.
الملتقى يعبر عن إصرار على مواصلة الريادة لنادي الباحة الأدبي بالتوجه نحو المسرح وإعتناقه رغم كل أسباب إماتته من مختلف الجهات،ويجابه هذا النادي العريق بهذا الفعل الثقافي حالة الغيبوبة التي تبنتها الجهات الرسمية التي تمتنع عن توفير الحد الأدنى من البنيةالتحتيةالضرورية لعمل المبدع المسرحي.
يحق لنا كمسرحيين أن نتساءل حين تجمعنا أروقة نادي الباحة الأدبي الضاجة دوما بالعطاء:
أليس الوقت بات ملائما تماما وأكثر من أي وقت مضى لنبتهج بالمسرح ولنأخذ نصيبنا منه ومن الحياة؟!!
وعلينا هنا أن نصعد بالشكر لنادي الباحة الأدبي وأن نثمن جهود حسن الزهراني ورفاقه الإجلاء
وأن نقف إحتراما لهذا العطاء النوعي، والذي يحبر صفحات الذاكرة الثقافية بحديث عذب عن المسرح.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button