الصحفي المتجول
إن لم تكن تمتلك أياً من وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة وعلى رأسها واتساب وسناب وحساب في تويتر وغيرها من وسائل التفكك الإجتماعي آسف قصدي وسائل التواصل الإجتماعي فأنت إذن في نظر الآخرين جاهلاً ومتخلفاً وغير حضاري . فأول ما يسألك عنه صديق قديم إلتقيت به مصادفة أو شخص تعرفت عليه تواً هو: هل لديك واتساب أو سناب أو حساب في تويتر حتى يتواصل معكم– فإن كانت إجابتكم بلا …فحينها سيصرف النظر عنكم وعن صداقتكم على أساس أن من لايستخدم هذه الوسائل يعتبر في زمننا الراهن متخلفاً ودقة قديمة بل إنسان من العصور السابقة رغم أن مساوئها أكثر من حسناتها والدليل هو ما حدث في مجتمعنا بعد إنتشار آفة وسائل التواصل الإجتماعي من تفكك ونشر للشائعات الكاذبة والتحريض والأمراض النفسية وتقلص مستوى الزيارات والمجاملات التي كانت سائدة في زمن الطيبين رحمهم الله ورحم الله أيام الزمن الجميل !!..
يأتي ذلك بعد أن وصلت المظاهر إلى هذا المستوى الغريب الشأن فإن لم تمتلك واتساباً أو حساباً في تويتر أو الفيس أو سناباً فلا يتشرف أحد بمعرفتكم وصداقتكم أو أن يتعامل معكم حيث أصبح من المعتاد اليوم رؤية بعضهم وهم يحملون العديد من أجهزة التواصل الإجتماعي في أيديهم وأقدامهم وتلتف الأسلاك والكيابل والتوصيلات كالثعابين حول أعناقهم وآذانهم وبقية أجسادهم وكأنهم أعمدة كهرباء متحركة حيث يعتبر هذا المنظر في نظر هؤلاء بأنه مطلباً حضارياً أو التشبه بالبوليس السري كما نشاهد في الأفلام البوليسية.. وكلما كانت الأجهزة التي بحوزته حديثة وغالية الثمن كلما أعتبر من الشخصيات المرموقة في المجتمع لأنها أصبحت من المظاهر اليومية والأغرب في هذه (الحدوتة) هو إن المتسول والذي لايجد قوت يومه أصبح يمتلك أحدث أجهزة وسائل التواصل العالمية والأعجب من ذلك أنه يستخدمها بغرض التسول والتواصل مع شيخ طائفة المتسولين والذي قام بتوزيع أجهزة إتصال حديثة لفريق المتسولين التابعين له للمتابعة والتأكد من نشاطهم اليومي والتعرف على مواقعهم بعد أن أصبح التسول متطوراً هو الآخر ودخل عالم الإلكترونيات– ومن الملاحظات أيضاً في هذا المجال أن بعض الأشخاص تراه يحادث نفسه أثناء سيره على الأقدام أو أثناء قيادته للسيارة فتارة يغضب وأخري يصرخ وينفعل ثم يضحك في نفس الوقت فتعتقد في البداية أن الأخ (مجنون) وقد خرج تواً من مصحة الأمراض النفسية فتحاول تجنبه ما أمكن وذلك قبل أن تكتشف أنه يحادث شخصاً آخر دون ذوق أو حياء أو مراعاة لمشاعر المارة والمتسوقين …
والأمر الآخر وهو الأخطر هنا يتمثل في رؤية أطفالنا الصغار وبعضهم مازال في(الكوفلة) وهؤلاء الأطفال ما أن يشاهدون جهازاً من هذه حتى يسارع الرضيع منهم بالركض خلفه كرؤيتهم للحليب فحينما يرون أحد هذه الأجهزة بيد الكبار فإنهم يحاولون إختطافها منهم لرؤية ما تحتويه وذلك يعتبر قمة الخطر الذي يتهدد جيل المستقبل – ومن الحلول إزاء تفشي ظاهرة سوء إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وتلافي مخاطرها الحالية والمستقبلية فلابد من أن تضاف طرق إستخدامها إلى قانون الذوق العام الذي تمت الموافقة عليه من قبل الجهات الرسمية وسيتم تطبيقه في المملكة والذي يشمل الغرامة المالية ويضاف سوء إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي إلى بقية السلوكيات التي نص عليها قانون الذوق العام مع ضرورة حماية أطفالنا من هذا الخطر الداهم الذي يتهددهم مستقبلاً..