البعض يُشكك في الأخبار المتداولة عن اختفاء أكثر من ألف سائح وسرقة ١٥٤ جوازًا سعوديًا، وتُصاب بالدهشة من تشكيك هؤلاء رغم التهديد العلني لوزير الداخلية التركي بمحاسبة كل من انتقد تركيا فور وصوله إلى أراضيها.
ولكن دعونا نقول للذين لا يزالون على قناعة بالسياحة في تركيا، ماذا لو ذهبت إلى هناك بأسرتك التي أنت مؤتمن عليها، وتعرضت لما تعرض له من سبقك من إهانة وسرقة واعتقال وتنكيل وقتل، هل ستنتظر حدوث ذلك حتى تتأكد من صحة الأخبار المتداولة، حينها ستعض أصابع الندم، ولن ينفعك ذلك.
وعليك أن لا تستغرب إن كان مصيرك مشابهًا لمصير الفلسطيني زكي مبارك الذي عُثر عليه مقتولًا في سجون أردوغان، وبكل بساطة تُعلن السلطات اعتقالك؛ لأنك جاسوس ويتم تصفيتك، ومن ثم تُعلن السلطات أنه تم العثور عليك مشنوقًا في زنزانتك، وعليك أيها السائح إن أنت قررت السياحة في تركيا أن تكتب وصيتك الأخيرة التي لم يتمكن السائح الفلسطيني المغدور أن يكتبها قبل ذهابه إلى هناك، وقبله أكثر من ٦٠٠ فلسطيني اختفوا في تركيا دون سابق إنذار، رغم الشعارات المزيفة التي يطلقها حزب العدالة والتنمية، والتي يتشدق فيها بنُصرة القضية الفلسطينية.
وأقول لهؤلاء يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم، فقد نصبت الحكومة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية العداء لوطنكم، ومارست عبر إعلامها ومسؤوليها الكذب والتدليس في الليل والنهار للإساءة للسعودية، بينما لا تزالون تدافعون عنها بكل بسالة وترون أنها الوجهة السياحية الآمنة، ولكنكم سترون هذا بأعينكم أن أنتم ذهبتم إلى مدنها التي تعج بالمافيات المتخصصة في سرقة السياح الخليجيين، عطفا على الاعتقالات غير المبررة إذ تشير التقارير أن أكثر من ١٠٠٠ شخص يموتون تحت التعذيب في سجون تركيا سنويًا.
وفي المقابل يجب أن نفخر بالمكاتب السياحية وخطوط الطيران التي ألغت تركيا من وجُهاتها السياحية بعد أن أدركوا الخطر الحقيقي، وغياب الأمن، وتراجعها في مؤشرات التصنيفات السياحية على مستوى العالم، ونؤكد أن هذا هو الدور الحقيقي لكل الجهات المتخصصة في تنظيم الرحلات للسياح، واستشعارهم للمسؤولية في حماية الشرائح المستفيدة من خدماتها، وهذا يمنحها ثقة المتعاملين معها، ويعزز مكانتها في السوق.
ونصيحتي للراغبين في قضاء إجازاتهم خارج الوطن أن يتجنبوا السياحة في تركيا، ويبحثون عن الوجهات السياحية التي يأمنون فيها على أنفسهم وأسرهم والمرافقين لهم، وأن لا يغامروا بالذهاب لبؤر التوتر والنزاعات ومواطن الفوضى والبيئات التي ينعدم فيها الأمن وتُعد الحاضنة لعصابات السرقات والتسول.