نبيه العطرجي

وأقبل شهر القرآن

مودة الفؤاد

يهلُّ علينا اليوم نور شهر القرآن الكريم ، الشهر الذي أنعم به المولى على عبادة ليزدادوا من الخيرات بالصيام والقيام ، والتقرب إليه بالطاعات والصدقات والنوافل ، ومن مستحبات هذا الضيف الكريم الإكثار خلال أيامه المباركة من تلاوة آيات الذكر الحكيم ، وتدبر معانيها ، والتفكير فيها ، فهو كلام الله المبين فيه شفاء للصدور والأبدان { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين…}.

وهو المعجزة الخالدة التي تحدى بها لله تبارك وتعالى الثقلين ، ولم يترك مالك الملك أمر يحتاجه المرء إلا وذكر له تصريف فيه {… ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل…} فمن استمسك به نال السعادة والبركة في الدارين ، ومن هجرة كان ممن حظه الخسران المبين {وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين}.

هذا الشهر المبارك يجب أن يكون حالنا فيه مع كلام الله أفضل ممن سواه من شهور العام ، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن…}.

وإذا نظرنا إلى حال الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم فيه وكيف كانوا يتعاملون معه من قراءة وتدبر خلال الأيام المباركة لبكينا على ما نحن فيه من الضياع ، وإهدار الوقت فيما لا جدى منه ، والسير خلف السراب ، فقد كانوا رضوان الله عليهم يكثرون من قراءته مقتدين بيسد هذه الأمة إبن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه ، فمنهم من كان يختم القرآن كل ثلاث ليالي ، والبعض كل سبع ليالي .
أما في العشر الأواخر فكانوا يختمونه كل ليلة ، ولم تكن قراءته عادة لديهم بل كانوا يتلذذون بقراءته ، هكذا كانت حياتهم في هذا الشهر المبارك .
روي عن إبن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن …..)
ويستدل من هذا الحديث فضل الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في شهر الرحمة والغفران ، وأفضل وقت لقراءته وتدبر معانيه جوف الليل لخلوا القلب من شواغل الدنيا {يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلآ}.

اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه ، وبلغنا ختم كتابك فيه مرات عديده ونحن بصحة وعافية ، وأمنن علينا بصيامة وقيامة إنك على كل شيء قدير يا رب العالمين .
ومن أصدق من الله قيلآ { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرآ وعلانية يرجون تجارة لن تبور}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى