شكرًا للمعلمين والمعلمات الأفاضل، وتحية إجلال وتقدير ووفاء وعرفان نقدمها لهم بعد انقضاء العام الدراسي، على ما بذلوه من جهود مباركة من أجل إنارة عقول أبنائنا وبناتنا، فقد حملوا مشعل العلم بصدق وتفانٍ لأداء رسالتهم النبيلة تجاه ابناء الوطن، والغد المزهر والمحصن بالعلم؛ ولـيكون بإذن الله معول إصلاح وتنوير للوطن والأمة.
إن وقفة قصيرة مع النفس نتأمل ما قام به المعلمون خلال العام الدراسي من دور كبير وجهد شاق، لندرك عظم المسؤولية التي تقع على عواتقهم وضخامة المهمة التي أنجزوها باقتدار، فما هذه الألوف المؤلفة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا نتاج جهود بذلها المعلمون حتى أثمرت، وفاضت على أولادنا بالفضل، وتكللت بالتوفيق والنجاح.
لقد خطت بلادنا خطوات باهرة في المجالات العلمية جعلتها تتبوأ مكانة عالية بين الأمم، وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما يقوم به المعلمون من جهود جبارة، ما فتئوا خلالها من بذل الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على أبنائنا وبناتنا والنهوض بهم إلى أرقى المراتب والدرجات، ودفع عجلة التقدم العلمي والحضاري إلى أعلى مدارج المجد والعزة والنماء.
ويعد قطاع التعليم واحدًا من أهم المقومات الأساسية التي قامت عليها مملكتنا الغالية وعنيت بتطويرها، فالشباب هم ثروة الأمة وعماد الوطن، وعليهم يعول رقية وتقدمه وهم حجر الأساس لأي أمة من الأمم، فكان الاهتمام بهذه الشريحة، وتسليحها بالعلم هو الدور الذي يؤديه المعلمون بكل كفاءة واقتدار، فكانوا بمثابة الشموع التي تحترق لـتضيء الطريق وتنير الدرب أمام أبنائنا للإبداع ولإعدادهم، وتهيأتهم لبلوغ الريادة واعتلاء سلم المجد لـخدمة الوطن.
فلا يسعنا إلا أن نقدم تحية من القلب منبعها ومن الأعماق مصدرها، لكل معلم عمل وتفانى من أجل أداء هذه الرسالة السامية، عسى أن نسدي لهم جزءًا من الدّين، ذلك العملاق الشامخ الذي يضيء الطريق لأبنائنا، وينمي عقولهم، ويهذب أخلاقهم، فهو يحمل أسمى رسالة، وهي رسالة العلم والمعرفة والتي حملها سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
فهنيئًا لكم أيها الافاضل هذا الدور النبيل وهذه الرسالة السامية التي تحملونها، وبوركت جهودكم وعطاؤكم المثمر، ولكم منا كل الشكر والتقدير والاحترام.
ولا يفوتني هنا أن أذكّر أبناءنا الطلاب والشباب بأن المسؤولية الملقاة على عواتقهم جسيمة، وأن بلادهم تنتظر منهم الكثير وتعول عليهم رقيها وتقدمها، وأن يستثمروا أوقات اجازتهم بكل ما يعمل على تنمية مهاراتهم علميًا ومعرفيًا وبدنيًا، ويعود عليهم وعلى وطنهم بالخير والنماء، ونحن على ثقة تامة بأن أبناءنا الذين نشأوا وترعرعوا في أكناف هذا الوطن المعطاء هم على قدر كبير من الثقة والوعي والثقافة، والذين سينهضون بإذن الله تعالى بأمتهم ووطنهم، ويرتقون به إلى أعلى المراتب.