كان يحلم في لعب الكرة في الزمن الذي لم تكن فيه تجارة ولا مال، عشقًا خالصًا صافيًا لا مراء فيه، غير أن رغبة الوالدة فتحت له آفاقًا جديدة فتحت له مجال الإبداع واسعًا بدل من الرياضة في الفكر والصحافة.
إنه الكاتب أحمد صالح حلبي، الذي تحاوره صحيفة “مكة” الإلكترونية، في حلقة جديدة من الحوارات الرمضانية للتعرف على النخب الثقافية والمجتمعية في مكة المكرمة ومختلف مناطق المملكة.
1- في البدء نتعرف على ابن مكة المكرمة؟
“أنا ابن مكة خير الأرض قاطبة”، أحمد صالح حلبي، من مواليد مكة المكرمة، بها كانت ولادتي ونشأتي وشبابي ورجولتي وأدعو الله أن تكون بها شيخوختي ووفاتي.
2- في أي حارة كانت نشأتكم أستاذ أحمد ؟
البداية الأولى كانت في حارة أجياد. وتحديدا في أجياد السد على يمين الأنفاق المؤدية لمحبس الجن، ثم الانتقال إلى حي المسفلة الذي قضيت به فترة طويلة من طفولتي وشبابي، فكانت أجمل فترة عشتها.
3- أين تلقيتم تعليمكم ؟
الابتدائية في المدرسة الناصرية التي كانت فوق منشية المسفلة، وكلمة (منشية) كانت تطلق على سوق الخضار، واللحوم، والفواكه، أما المتوسطة فكانت بين مدرسة بلال بن رباح وأبو عبيدة عامر بن الجراح، والثانوية بين العزيزية والحديبية.
4- ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟
تختزن ذاكرة الإنسان الكثير من المواقف والأحداث، غير أن البعض منها يبقى مترسخا بالذهن يصعب محوه، خاصة إن كانت محملة بأفراح أو أتراح.
وعراقة الحارة المكية تبقى مترسخة خاصة حينما كنت أسمع وأرى كيف يقف الصغير احتراما وتقديرا للكبير، مهما قل شأنه أو على، فالكبير كبير، كذلك لا أنسى كيف كان الرجل يقف صاغرا أمام العمدة أو كبير الحارة، كالعم رجب سوبيا ـ يرحمه الله ـ، الذي لم يكن عمدة، لكنه كان واحدا من كبار أعيان حي المسفلة، وممن يسعون لإصلاح ذات البين بين الأزواج والأقارب، والأصدقاء وكانت كلمته نافذة لا ترد، ورغم قلة حيلته إلا أنه كان كريما ويتكفل بذبيحة الصلح بين المتخاصمين، وكان مجلسه مجلس صلح يضم خيرة رجال الحارة .
ومن الذكريات التي لازالت مترسخة بالذهن، ما كنت أسمعه من والدي ـ يرحمه الله ـ حينما يمر من أمام منزل معالي الدكتور حامد هرساني، الذي كان شيخا للمطوفين قبل أن يصبح وزيرا للصحة، إذ كان الدكتور حامد ـ يرحمه الله ـ يفضل أن ينادي بمسمى شيخ لا مسمى وزير؛ اعتزازا بالطوافة وقيمتها، وكان والدي ـ يرحمه الله ـ كلما مر سلم عليه قائلا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا.
5- في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها ؟
في طفولتي كنت أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم، رغم أن الفترة تلك لم يكن بها محترفون يتقاضون مرتبات ومكافآت كما هو الحال اليوم، وبدأت خطواتي الأولى والتحقت بنادي الوحدة لكن لم أكمل أسبوعا حتى طالبتني والدتي ـ حفظها الله ـ بترك الكرة؛ بعد أن رأت الإصابة التي تعرض لها ابن جيراننا، وتأملت له وقالت: ” الكرة تكسر العظم، وأنت ما تقدر عليها!”، فتركت فكرة لعب كرة القدم وبدأت خطواتي نحو الصحافة، فكانت بدايتي الأولى بمقال أرسلته للأستاذ سراج عباس حياة ـ يرحمه الله ـ وكان حينها يتولى تحرير صفحة عزيزي المحرر بجريدة الندوة، فنشره بعد إجراء الكثير من التعديلات عليه، ومنذ ذلك الوقت وأنا شغوف بالصحافة.
6- تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة . . ما هي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
أنت قلت قواعد صلبة ومتينة، نعم إذا كان الأبناء يعملون مع أبائهم كل في صنعته، وأتشرف أنني عملت بائع جبن وزيتون أنا وشقيقي وليد مع جدي ـ يرحمه الله ـ في محله الذي كان بمدخل زقاق البرسيم بجوار فندق الفتح، وكان والدي ـ يرحمه الله ـ حينها موظفا بالبريد، لكنه يأتي بعد نهاية دوامه ويعمل في المحل، ولم يكن في ذلك عيب.
ولأن جدي ـ يرحمه الله ـ مطوفا، ولكبر سنه كان والدي ـ يرحمه الله ـ يقوم بالعمل نيابة عنه، وكنا أنا وأخي وليد نتوزع الأدوار والمسؤوليات، فهو مسؤول عن متابعة تجهيز المخيمات في عرفات ومنى، وإحضار الباصات لنقل الحجاج للمشاعر المقدسة، وكنت أنا مسؤول عن إسكان الحجاج في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، وبعد الحج أتولى إعداد رحلات مغادرة الحجاج ويتولى هو إحضار الباصات .
7- في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها؟
يتأثر الإنسان بالبيئة المحيطة به، وليس عيبا أن أقول بأنني تأثرت ببيئة ابن الحارة الذي يحترم الكبير مهما كان مركزه مسؤولا أو متسولا، فكانت هذه الصفة التي أعتز بأنني متمسك بها، والتي رباني عليها والدي ـ يرحمه الله ـ، الذي كان يردد “إذا كنت تريد أن يحترمك الناس فاحترم كبيرهم”.، ولم يقل غنيهم أو مسؤولهم .
8- الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس .. ماهي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟
“بيت قد المراية ولا كل سنة كراية”.
9- الحياة الوظيفية .. أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها وآخرها؟
تنقلت في حياتي العملية في العديد من الوظائف منها الأهلية ومنها الحكومية، والحمد لله أنني خدمت ديني ومليكي ووطني، وقد عملت في بداياتي بجريدة الندوة بمرتب لا يتجاوز ألفي ريال، وختمتها بالعمل في مديرية المياه بمنطقة مكة المكرمة، حينما كان مديرها معالي المهندس محمد القويحص.
10 – شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها؟
هل أحدثك عن حلاوة شهر رمضان المبارك في مكة المكرمة؟، أم أحدثك عن ذكريات هذا الشهر الكريم؟، وكيف يجمع بين الفقير والغني؟ .
إن لشهر رمضان المبارك حلاوته، فهو ليس شهر صوم وعبادة فقط، بل شهر رحمة ومغفرة وعتق من النيران، تظهر فيه الألفة والمحبة بين الجميع، فنرى على سفرة الإفطار في المساجد، الغني والفقير ينتظران الأذان ثم يتناولان حبات التمر، هكذا يبدو رمضان .
ولا زلت أتذكر صيحات العم صالح بائع التمر بجوار مسجد حمزة بالمسفلة، وهو يصدح بصوته قائلا: ” الله وليك يا صائم”.
أما الحج فإنه شهر نرى فيه قوافل قادمة من كل حدب وصوب تلبي نداء الحق تبارك وتعالى ( لبيك اللهم لبيك )، برداء واحد لا يختلف فيه غني عن فقير ولا أبيض عن أسود، ولا كبير عن صغير، الكل جاء ملبيا.
وفيه تظهر الألفة والمحبة بين المسلمين ، قال تعالى:{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}. سورة الحج: 27-28.
والمنافع كما يقول مجاهد هي: “التجارة في الدنيا والأجر في الآخرة”، ومن منافع الحج الدينية تحصيل التقوى. يقول الله عز وجل:{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَ1648;كِن يَنَالُهُ التَّقْوَى1648; مِنكُمْ 1754; كَذَ1648;لِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى1648; مَا هَدَاكُمْ 1751; وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} سورة الحج: 37.
ومن منافع الحج التعارف والتآلف والتعاون بين المسلمين على البر والتقوى، تعلم الصبر في التعامل مع الناس واحتساب الأجر عند الله عز وجل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ و يَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ على أذاهُمْ”. صحيح الجامع: 6651.
11 – تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة .. كيف كان سابقا دور العمدة في الحارة ؟
كنت أود أن يكون سؤالك، لماذا تغيرت أدوار العمد ؟ وهنا أقول لأن العمدة تحول من شيخ حارة وكبيرها، إلى موظف يعتمد على مرتب شهري ومرتبة وظيفية، ففقد هيبته ومكانته، والعمدة في السابق كانت له كلمته ومكانته لدى سكان الحي، وما يقوله ينفذ دون نقاش، وإن دخل في صلح بين متخاصمين فإن حكمه ينفذ دون تردد، ولا يوجد استئناف لديه ، ولا جلسات متعددة، فكان حكمه يصدر من الجلسة الأولى، وكان العمدة هو الأب للأيتام داخل حيه، والأخ للأرامل.
12- القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟
من أبرز الشخصيات التي سكنت المسفلة معالي الدكتور حامد هرساني ـ يرحمه الله ـ، الذي كان يسكن في أول المسفلة، وبمنطقة عرفت باسم الهرساني، كما سكن المسفلة الدكتور حسين نجار، وكان أخوه حمزة نجار معلما لمادة العلوم في المدرسة الناصرية .
13 – هل تتذكرون موقف شخصي مؤثر حصل لكم ولا تنسوه؟
أي موقف تريدني أن أقوله ؟
هل أقول ذلك الموقف المؤلم الذي جاءني بطعن في الظهر من أقرب الأقربين..!؟، أم أقول لك عن موقف شخص اعتقد أنه مالك للأرزاق، فجاء يحاربني في رزقي، اسمح لي فلن أبوح بأي موقف مؤلم فالله وحده من يقتص منهم جميعا.
14- المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة .. هل تعرفونا على بعض هذه المواقف من حياتك؟
حتى وقت قريب، وحينما بدأ المبتعثون للدراسة يعودون للمملكة، اعتقدنا أننا سنطور العملية التعليمية، غير أن بعض من جاءوا من الخارج، عملوا على تفكيك هذا المثلث!، معتبرين الدراسة على الحنبل الهندي تختلف، والشرب من الصنبور مرض، وضرب الطالب تخلفي تربوي، فكانت النتيجة أننا خسرنا الكثير، فأصبحت المدرسة مقيدة بلوائح ونظم لا تستطيع معاقبة الطالب حتى في خصم الدرجات، أما المعلم فبات المتهم الأول داخل قفص يتهمه هذا ويتهمه ذاك، وفي نهاية العام، نقرأ عن طالب طعن معلمه، أو طلاب أحرقوا سيارة معلم، فكيف يمكن استمرار بقاء هذا المثلث ونحن من عملنا على تفكيكه ؟
15- كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ما هي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك ؟
في السابق لم تكن لدينا سوى الصحف الورقية، وكان سعر الجريدة أربعة قروش، وكانت تجمع بين الخبر الصحفي والمقال والنتاج الأدبي، والتحليل السياسي والاقتصادي والأخبار الفنية والرياضية، أي أنها كانت جامعة وثرية بالمعلومات، وكانت الإذاعة هي الوسيلة الثانية، إضافة للتلفزيون الأبيض والأسود، متعة المشاهد، وكانت وسائل الإعلام هذه تحمل الكثير من المؤثرات الإيجابية على الفرد، فهي تعمل على بث رسائل توعوية وإرشادية وثقافية .
أما وسائل اليوم من واتس آب فليس به سوى قروبات تبدأ بصور وعبارات صباح الخير ونزاعات وخلافات وتنتهي بمساء الخير، حان وقت النوم، وجلها لا تطرح قضية للنقاش .
ويأتي تويتر كوسيلة أخرى تجد به سخافة البعض ممن يدعون أنهم مشاهير السوشيال ميديا، وهدفهم منحصر في زيادة دخلهم المادي!، حتى وإن كان ذلك على حساب الأخلاق والعادات والتقاليد، والمؤسف أنهم يدعون العلم والثقافة وهم لا يعرفون الفرق بين ” إن، وأن”
16 – تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحارة.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت ؟
نعم إنها وقفات لا تنسى، ويكفني فخرا وسعادة أن أبناء الحي كانوا يوم زواجي، يتولون تقديم القهوة والشاي، وبعضهم الآخر يقف مع الطباخ لإعداد طعام العشاء، ولم يكن لعمال صالة الأفراح حينها دور يذكر.
17- الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها ؟
كما لأبناء الحارة وقفاتهم في الأفراح، فعايشتها، في الأحزان أيضا، وأذكر حينما توفي جدي ـ يرحمه الله ـ، وكنا حينها نسكن في المسفلة، كان أبناء الحي هم من يصفون كراسي العزاء ويقدمون القهوة والماء للمعزين .
18 – الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم هل تتذكرون شيئا منها؟
أبرز حدث في حياتي ولا أنساه، يوم حصولي على الثانوية العامة، فخلال تلك الفترة عانيت الكثير من الصعاب، لكن الله وقف معي ونصرني والحمد لله.
19 – ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة المسفلة ؟
قد تكون لعبة المزمار هي الأشهر والأفضل لدى الكثيرين.
20- لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه .. هل ترون بعض من قصص الفقر المرة؟
مقولة صحيحة ومن ذاق الحرمان مرة، تذكر صبر المحرومين، ومن اعتقد أن المنصب أو المال باق فليته يتذكر قصص الأولين.
21- ماذا تودون قوله لسكان الحارات الجديدة والقديمة أستاذ أحمد ؟
أنتم من صنعتم من الأطفال رجالا، وأكدتم أصالة معدنكم ونقاء قلوبكم، حفظ الله من بقى منكم، ورحم الله من رحل، ورسالتي لأهالي الأحياء الجديدة أتمنى لو كنتم جزءا من حارة الأمس، حيث الألفة والمحبة.
22- كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
الحمد لله أنني أسست مكتبة منزلية خاصة، أقضي بها جل وقتي متنقلا بين كتبها، كتنقل النحلة بين الورود، متذكر قول أب الطيب المتنبِّي:
أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ.
23- لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟
“ما كل ما يتمناه المرء يدركه تمشي الرياح بما لا تشتهي السفن “، الحمد لله أن الله رزقي الصحة والعافية والأبناء وهي نعم يفتقدها البعض، فهل بعد هذه العطايا الربانية أطلب أمنيات أخرى!
24- بصراحة ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟
غدر القريب قبل البعيد، وإنكار المعروف.
25- ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم ؟
رحم الله الأستاذ سراج عباس حياة، الذي زاملته في جريدة الندوة، وكنا كل يوم نضع له مقلبا، فيرده بابتسامته التي لا تفارق محياه.
26- أستاذ أحمد لمن تقولون لن ننساكم ؟
أقولها لأولئك الأبطال الذين ضحوا بحياتهم للزود والدفاع عن أرض الوطن ومقدساته.
27- ولمن تقولون ما كان العشم منكم ؟
لمن صنعت له معروفا فكان رده الجحود والنكران.
28- أستاذ أحمد لكم تجربة إعلامية متميزة كيف تصفونها ؟
كانت تجربة قاسية ومؤلمة، تعلمت منها الصبر والمثابرة، والبحث عن المعلومة الجيدة والموثقة، وقبل هذا وذاك محبة الناس .
29- التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. لمن تقول سامحونا .. وتقول لمن سامحناكم؟
أقول لأبناء مكة المكرمة الذين لم أتمكن من نقل معاناتهم تجاه قضية ما سامحوني فإني مقصر في حقكم، ولمن أساء لي بكلمة أو نظرة، أقول سامحك الله في الشهر الكريم.
30- كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة البار أستاذ أحمد حلبي.
سامحك الله فقد منحتني اليوم لقبًا لا أستحقه، إذ جعلتني ابنا بارا لمكة المكرمة، ووضعتني في خط المساواة مع الأديب الراحل ابن مكة البار عبدالرزاق بليلة ـ يرحمه الله ـ، الذي تميز بالأخلاق الفاضلة الحميدة، وحب الخير، ومساعدة كل محتاج، كما وضعتني في مستوى الشيخ يوسف عوض الأحمدي الذي فتح داره لكل سائل محتاج، فشكرا لك على هذا.