المقالات

رمضان بدونهم (٢)

شقشقات (٣)

تطرقنا بالأمس لأولئك الذين كنا نتمنى وجودهم معنا على مائدة الإفطار، لكنهم غادرونا في رحلة دون عودة.

واليوم نتذكر آخرين معنا في هذه الحياة، لكن تفصل بيننا وبينهم مسافات، وتباعد بيننا البحار والمحيطات.

وقبل ذلك: أود أن أنوه إلى ماوردني من بعض الكرام حول إفراد حلقة في كل مرة لمن غابوا عنا، مثلًا: الوالد والوالدة، صديق، معلم.. إلخ، ولا شك أن هذا أقل مايستحقون، لكن وقت هذه الشقشقات وعدد حلقاتها محدود جدًا، ويكفي التنويه والتذكير بذلك، كما أنه قد تم العمل بذلك في المواسم السابقة من هذه السلسلة.

أما قائمة اليوم ممن نتمنى أنهم معنا حول مائدة الإفطار في رمضان؛ فهي مجرد أمثلة كذلك، ولكل واحد منا من يتمنى وجوده معه غير ماسيذكر:

أب أو ابن مرابطون على أحد ثغور الوطن، يحرسون الحدود، ونحن ننعم بالأمن والأمان.

ابن أو ابنة أو أخ أو أخت لإكمال الدراسة خارج حدود الوطن.

موظفون في سفارات الوطن وقنصلياتها حول العالم، أيًا كانت درجة قرابتهم.

أب أو ابن أو ابنة أو قريب للعلاج في بلدان أخرى، وطلب الدواء وبذل الأسباب في ذلك، مع الاعتقاد الجازم أن الشفاء من بيده الشفاء.

وقد نتطرق للجانب السلبي، والوجه المظلم لمن غابوا أو غيبناهم عن سبق إصرار وترصّد، ويتمثل ذلك في نزلاء دور المسنين ودور الرعاية الاجتماعية للجنسين.

كما يتمثل الوجه المظلم أيضًا في من جلدوا آباءهم أو أمهاتهم بسياط العقوق والجحود والنكران، وكأنهم لم يقدموهم للحياة، ولم يقرن الله رضاه برضاهم، وعبادته بالإحسان إليهم !

إن مائدة الإفطار ليست مجرد مائدة تحتوي على أصناف الأطعمة والأشربة، والتي قد لاتختلف فيها مائدة غني عن مائدة فقير، مكونة من تمرات وقطرات من ماء تقيم الأود، ويذهب معها الظمأ وبها تبتل العروق ويثبت الأجر إن شاء الله..

بل هي مائدة تجمع الأرواح في جلسة حميمية تجسد المعنى السامي للتواصل وروعته، فإن غابت أجساد من نتمنى حضورهم، فلن تغيب أرواحهم، ولو بدعوة صادقة بظهر الغيب.

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button