عبدالرحمن الأحمدي

عائض القرني.. وتقلباته الفكرية

لم أكون أعير أية اهتمام لحديث الدكتور عائض القرني عبر لقاء الليوان مؤخرا؛ لتبدل أقواله من وقت لآخر. وحقيقة كل ما أتذكر حديثه أمام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في قصره ومدحه له، ثم في مجلس آخر يتندر عليه بوجهه المحروق وغيره من دغدغة مشاعر الحاضرين. ولا أعلم حتى الآن ماذا تسمى هذه المراحل التي يمر بها القرني من تقلبات فكرية . فتارة تجده يقول رأيه في السياسة وبشدة، وفي وقت آخر يقر باعتزاله للسياسة. وتارة يدعي بمثاليات مكتوبة ويأمل أن يتأملها الناس بعد الإشادة بكتابه؛ لوصوله لأرقام توزيع عالية والتي طرحت فيه تأملاته ثم يتضح لاحقا أن أغلب أفكاره منسوخة من خواطر وكلمات الآخرين وأسألوا وزارة الإعلام في ذلك .. ! .

أماعن موضوع الصحوة المطروح فمسألة الصحوة وتأثيراتها لم تكن إلا في فكره فقط وفي مجموعة من أمثاله في اعتقادي الشخصي لم تتجاوز نسبة العشر في المائة من نسبة العدد الكلي للسعوديين أو أقل ، كما يقابلها نفس النسبة أوأقل للمعارضين وبشدة للصحوة بجميع أشكالها إلى درجة الاصطدام المباشر بأصحابها. أما النسبة الباقية والتي من وجهة نظري الخاصة أيضا هي نسبة الثمانيين في المائة أو أكثر وهي أغلبية كبيرة للشعب السعودي كانت تمارس حياتها الطبيعية الوسطية والمتوازنة بين الدين والدنيا. فقد كانت الملاعب تعج بالجماهير الكبيرة بل في أشدها وخاصة في بدء انتصارات المنتخبات السعودية عام 1984م وفي مقدمتها المنتخب السعودي الأول، والأمسيات الفنية مقامة سواء في مدينة جدة أو أبها، وغيرهما، هذا غير جلسات السمر والمرح في المتنزهات، أو في الأماكن الخاصة. وحقيقة الفرق كان يتركز فقط في تصدر المشهد الإعلامي والاجتماعي ففي السابق كان الصوت الأعلى لأصحاب الصحوة الدينية، والآن أصبح للفريق المقابل. أما مابينهما فهم كما هم لم يتغيرون في حياتهم اليومية فالمجتمع السعودي طبيعته الدينية منبثقة بكل تأكيد من طبيعة دولته _وفقها الله _

إن من المهم جدا أن يدرك جيدا الدكتور عائض القرني ومنهم على نهجه أن محاضراتهم السابقة عبر الكاسيت ، أو أحاديثهم الحالية على الفضائيات لم ولن تمر على عقول خاوية،أوأفكار ساذجة. بل كل كلماتهم الوعظية أوغيرها تعرض على المنطق عبر التفكير العميق. فإن وافقت العقل والحكمة فلها القبول والإجابة. أما إن خالفت الواقع والمفترض فهي بكل تأكيد ستذهب أدراج الرياح. ولازلت أتذكر تماما ذلك الشيخ والذي لايباعده كثيرا حينما أيد وبقوة الثورة التي حصلت في عهد مبارك بمصر ومقابلته لرموز النظام الجديد في مقارهم الرئيسة، ثم مالبث وأن أنكرها بشدة عجيبة في مقابلة مع المذيع المديفر بعد إزالة النظام على الرغم من وجود المادة الإعلامية التي تشهد عليه ! وختاما الصحوة ماهي إلا ظاهرة اجتماعية لها مالها وعليها ماعليهامن إيجابيات أو سلبيات .
أخذ بها من أخذ، وتركها من ترك.

Related Articles

2 Comments

  1. الكتاب من عنوانه دليل المسلم قلبه بري به بوضوح
    اللهم اهدنا اجمعين وسدد خطا علمائك في رضاك والصراط المستقبم

  2. كلام الدكتور عائض …شيء غريب وعجيب يجعل الحليم حيرانا…
    هل نحن في آخر الزمان يصبح المؤمن مؤمنا ويمسي كافرا…ويمسي المؤمن مؤمنا ويصبح كافرا..؟؟؟؟

    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه…

    مانقول الا اللهم لاتجعلنا ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button