الصحفي المتجول
أصبحت بعض الإستراحات الخاصة والعامة والمنتشرة في ربوع بلادنا معملاً لتفريخ الإرهاب ومأويً للمخالفين ومصدراً للمخالفات وباتت تمثل صداعاً أمنياً وتهديداً للوطن – بعد تحولها كمأوي للإرهابيين والمجرمين والمخالفين للأنظمة وموقعاً آمناً لهم بعيداً عن أعين السلطات الأمنية – وهذا ماتؤكده الوقائع حيث أن معظم التقارير التي تصدرها الجهات الأمنية عقب كل نجاح أمني يتم فيه إحباط عملية إرهابية تؤكد بأن بعض هذه الإستراحات التي تنتشر في بلادنا هي سبباً من أسباب الجرائم ومنطلقاً للعمليات الإرهابية وأنها كذلك السبب في تفريخ الإرهابيين كما (تفرخ الدجاج صغارها)…هذا عدا أنها أصبحت ملاذاً للمجرمين والهاربين ولمخالفي نظام الإقامة والمتسللين عبر الحدود مادام ملاك هذه الإستراحات لاهم لهم سوي جني المال وهو الهدف من إنشائها ..مما يتطلب سرعة وضع ضوابط وشروطاً مشددة بحق هذه الإستراحات أسوة بما يتم تطبيقه على الفنادق والوحدات السكنية المفروشة لأن هذه الإستراحات تمثل بؤرة للإجرام – بالطبع ليست جميعها بل غالبيتها ..
والخطر الذي تمثله هذه الإستراحات سواءً التي تقع في وسط المدن وضواحيها أو تلك البعيدة عن العمران كبيراً برغم أن الهدف من السماح بها هي أن تكون متنفساً للأسر وراحة لهم ولأطفالهم وضيوفهم حيث تقضي فيها حيزاً من الوقت من أجل الإستجمام…… ولكنها تحولت إلى هدف آخر وذلك لأن بعض ملاكها قد أحالوها إلى فنادق أو شقق مفروشة يتم تأجيرها على كل من هب ودب دون أدنى مسئولية مع فقدان الضوابط والشروط التي تطبق على الفنادق والشقق المفروشة عليها ومن أبرزها تزويد السلطات الأمنية بقوائم يومية تشمل أسماء نزلاء تلك الإستراحات وأرقام هوياتهم والهدف من إقامتهم في الإستراحة والمدة الزمنية وبخاصة تلك الإستراحات المخصصة للإيجار كما تشمل أيضاً الإستراحات العائلية الخاصة والتي يتم فيها إستقبال مزيداً من الضيوف خلافاً لأفراد الأسرة .. وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايداً كبيراً وتضاعفاً في أعدادها بشكل مهول!..
واليوم أصبحت معظم هذه الإستراحات ينتابها الكثير من الغموض وتضرب بالقوانين والأنظمة عرض الحائط بعد أن تحول بعضها إلى أوكاراً للرذيلة ومواقع للتستر على الهاربين والمتسللين عبر الحدود ومصانع ومستودعات للسلع والمنتجات الغذائية والخمور والممنوعات.. ومأوى للفئة الضالة، والتخطيط للعمليات الإرهابية وتصنيع وإعداد المتفجرات والقنابل والشراك، وتفخيخ السيارات، وبخاصة تلك الإستراحات البعيدة عن النطاق العمراني وأعين الرقيب،هذا عدا فقدانها لشروط السلامة وبخاصة تلك الإستراحات التي تتوافر فيها مسابح.. والملاحظ أن السلطات الأمنية تشترط فقط لمن يود إمتلاك إستراحة عدم الإخلال بالأمن وإزعاج الآخرين وعدم المكوث في الإستراحة بعد الثانية ليلاً رغم ما تمثله هذه الإستراحات كبؤرة للإجرام. وبعد أن أصبحت هذه الإستراحات خطراً على الأمن فلابد من تطبيق أقصى الضوابط بحقها ومنها ماذكرته.. وهو تزويد السلطات الأمنية بقوائم يومية عن أسماء زوارها أوالمقيمين فيها بشكل دائم وكذلك قوائم بأسماء العاملين فيها مع هوياتهم وإلزام أصحابها بعدم إيواء مجهولي الهوية فيها أو السماح بممارسة نشاطات مخالفة كذلك عدم السماح بأي نشاطات إرهابية أو إيواء إرهابيين أو تحويلها إلى مقر للندوات والمحاضرات أياً كانت وإلزام أصحابها أو المشرفين عليها بضرورة ملاحظة أي نشاطات مشكوك فيها وإبلاغ السلطات الأمنية بها أولاً بأول..مع تحميل صاحب الإستراحة مسئولية أي نتائج مخالفة تتم بداخلها..