سلمان الشهري

الاعتراف وفضيلة الاعتذار

الاعتراف بالحق فضيلة، والاعتذار من شيم الكرام، وما أعلنه الداعية عايض القرني من خلال برنامج “الليوان” على فضائية روتانا خليجية من اعتذار علني عن أفكار متشددة كان يروج لها هو ودعاة آخرون، متضمنًا اعتذاره معلومات مثيرة بشأن محاولات قطر لتجنيد رجال دين ومعارضين؛ لضرب استقرار المنطقة خصوصًا المملكة العربية السعودية بصفتها مركز القيادة والثقل الديني والسياسي والاقتصادي.

وتعد تصريحات القرني شجاعة منه إذ كشف عن الكثير من المؤامرات والدسائس التي كانت تُحاك للمساس بأمن واستقرار المملكة وفق أجندة مخطط لها مسبقا.

وسرد القرني لمزيد من التفاصيل بشأن محاولة قطر إلصاق تهمة الإرهاب بالسعودية في أعقاب أحداث سبتمبر؛ معلنًا تمرده على الصحوة وانتهاجه الدين المعتدل، وفضحه مؤامرات قطر والجزيرة، ومحاولة استغلاله لضرب السعودية واتهامها بالتطرف والإرهاب مع تركيا التي تناصبها العداء.

وفي الوقت الذي تفاعل المجتمع فيه مع موقف القرني الوطني الجريء فإنني أتساءل: أين كان الشيخ عايض عن هذا الموقف منذ زمن ؟ لا سيما وأن الحقيقة قد تجلّت للجاهل قبل العالم وانكشفت الأغطية للجميع حتى أبصر الضرير وسمع الأصم ونطق الأبكم، ولم يعد لذي لب عذر أو حجة في أن يصدح بكلمة الحق من فضح مؤامرات ودسائس الإخوان وغيرهم، ومن يقف ورائهم من داعم أو مؤيد أو تابع.

كما أنني أتساءل هل هناك من دعاة آخرين سيحفزهم الوازع الديني والحس الوطني والضمير الإنساني؛ للوقوف وقفة جريئة كما فعلها عايض القرني للاستحمام من درن الغلو أو التطرف أو التعامل بما يسيء إلى الدين أو الوطن؟!

كما أن البقاء على الحياد من البعض أكثر جرمًا لما فيه من مداهنة ومدارة لتنظيمات الفتنة، وأحزاب الشيطان، ودول الضلالة والإرهاب.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button