شقشقات( ١١)
كتب الصديق الشاعر المتميز د. فواز اللعبون في صفحته في “تويتر” تغريدة قال فيها:
“أخي الرجل الغثيث: عوّد نفسَك شكر نساء بيتك بعد كل وجبة رمضانية تلتهمها، كُلْ واشكر وامدح، وإن كنت انتقاديّاً فجرّب الدخول للمطبخ أو أفطر في مسجد تبا لك”.
وسرّ تميز اللعبون ليس لأنه صديق عزيز فأمدحه بما ليس فيه، وهو في غنى عن ذلك ولديه آلاف المتابعين والمعجبين، بل لجزالة شعره، وبساطة كلماته، وقربه من عامة الناس قبل مثقفيهم.
ثم عقّب على تغريدته بقوله: “مابال بعض الرجال غضبوا؟!، أنا أذم الرجل الغثيث الذي يأكل ولا يشكر، ويبحث عن العيوب ولا يقدّر المجهود…، يتمدد كالفقمة في انتظار اللقمة، فإن طابت في فمه لم يَشكر، وإن وجد فيها عيبا كسر خاطر امرأة بذلت جهدها لترضيه! … ” إلخ.
ثم كتب تغريدة بعدها بيومين جاء فيها: “أختي الزوجة الجاحدة: عَوِّدي نفسَك شكر زوجك كلّما وفّر للمنزل حاجاته، وكلما دفع رواتب العمالة، وكلما ذهب بك إلى السوق، وكلما أرهق نفسه ليزيد من دخله حتى تَسعدي وترتاحي !، اشكريه وامدحيه وخففي عنه، وإن أبى عليك طبعك اللئيم فلا تلوميه إذا بحث عن راحته لدى زوجة أخرى، تبّا لك”.
عندها، وعندها فقط، قامت “القيامة على اللعبون، وثارت الثائرة، وقامت الحرب عليه، وهبطت “أسهمه” !
أترك لكم اللعبون ليحكي بنفسه قصة ذلك في ذات الصفحة، فيقول: “قبل يومين كتبت تغريدة في الرجال الجاحدين بالصيغة نفسها، فطارت صواحب يوسف بها فرحا، وحين كتبت في النساء الجاحدات تغريدة مماثلة جحدن تغريدتي الأولى، وكل مواقفي البيضاء التي ناصرت فيها النساء”.
على أية حال: سأترك الصديق اللعبون يرفع “أسهمه” من خلال ردوده على تغريداته، وربنا يعينه، ليس لأني سأتخلى عن صاحبي، ولكن عادة في هذه المواقف الحرجة المحرجة يقول الرجل : نفسي نفسي !
وسأرفع “أسهمي” أنا بطريقتي فأقول: شكرا لكل أم وأخت وزوجة وبنت، شكرا لكل امرأة تبذل وتتعب وتكافح وتنافح، وشكرا لكل رجل يتحمّل التعب والبذل من وقته وماله وجهده..
شكرا من أعماق الروح ومن بين حنايا الفؤاد “لصاحبتي” الوفيّة، وشريكة حياتي “الندِيّة” على كل شيء، سواء في رمضان وفي غير رمضان.
شكرا حتى لأولئك الجاحدين، الذين تنكروا لثلاثة عقود من الزمن لكل تعب ونصَب وبذل وجهد في المال والحلال، ووقتي وطاقتي، وجهدي وجهادي …
وشكرا كبيرة لهولاء الذين سيكونون على منوالنا فيشكرون ويذكرون، ولو ابتداء من اليوم، فـ”من لايشكر الناس لايشكر الله” كما ورد في الحديث الشريف، وفي صيغة أخرى “لايشكر الله من لايشكر الناس”.
جعلنا الله وإياكم من الشاكرين الذاكرين، الأوفياء الأتقياء الأنقياء.