شقشقات
شقيق المساء
شاهد الكثير في العالم برنامج “إحسان من الحرم”، والذي عُرض في ذات التوقيت -تقريبا- في شهر رمضان المبارك من العام المنصرم، حيث لخّص فيه الإعلامي المتميز: أحمد الشقيري الجهود والخدمات الضخمة في الحرم المكي الشريف التي تقدمها المملكة العربية السعودية للزوار والمعتمرين وقاصدي المسجد الحرام.
تلك الجهود والأعمال التي تتميّز بالإتقان والإحسان، ولا يمكن بأي حال من الحوال تلخيصها في مدة البرنامج المحدودة جدا، لكنها إضاءات فقط ومفاتيح معرفية لتلك المنظومة المتكاملة المتناغمة من الإدارات والمؤسسات الحكومية والتطوعية التي تعنى بخدمة ضيوف الرحمن.
ولم يفاجئنا الشقيري بحلقة أخرى بحلقة متميزة أخرى عن الإحسان من المدينة النبوية، ومن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن التميّز والإحسان ديدن هذا الرجل منذ حلقاته في “خواطر” والتي استمرت عقد من الزمن، وشاهدها وتأثر بها الكثير.
تحدث البرنامج بداية عن قطار الحرمين ورحلته من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، والعكس، والذي يُعدّ القطار الأضخم والأسرع في الشرق الأوسط، ثم تناول توسعة المسجد النبوي ابتداء من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاء بالعهد السعودي الحديث، ثمّ عرّج على بعض المشاريع المحيطة بالحرم النبوي، مثل مشروع المظلات والتي جُنّد لها قرابة 160 موظفا متخصصا فقط للمظلات، وتنسيق الإدارة المتخصصة للمظلات مع هيئة الأرصاد قبل فتحها وإغلاقها في كل مرة، حتّى لاتتأثر بسرعة الرياح لو كانت الأحوال الجوية تنذر بذلك فيكون فيه خطورة على مرتادي ساحات المسجد، ، وهذا قمّة في الإتقان والإحسان.
تحدث عن مشروع نقل مياه زمزم من مكة المكرمة إلى المسجد النبوي، والخدمات الجميلة الجليلة في الدقة والحرص على نظافة هذا الماء المبارك بكل معايير النظافة إلى زوار مسجد رسول الله.
نظافة السجاد كذلك يبهرنا حقيقة بأن كلّ سجادة لها شريحة خاصة تتابع سيرها منذ خروجها من المصنع وحتى انتهاء مدتها.
مشروع الأنفاق التي تؤدي إلى المسجد من تحت الأرض وتختصر الكثير من الوقت والجهد، مزودة بتكييف وإضاءات، وكذلك مشروع كتابة المصحف الشريف ولقائه مع الخطاط الذي نال شرف كتابته الخطاط: عثمان طه، والمشروع الجبار لطباعة المصحف الشريف “مجمع الملك فهد” .
كذلك مشروع إفطار الصائمين، ومقر استقبال وإيصال الأطفال التائهين والمنظومة الإلكترونية المتميزة في إيصال صورة وبيانات الطفل التائه لكل رجال الأمن والجهات ذات العلاقة، وذلك بتعاون بين عدة جهات كرئاسة الحرمين، إدارة الحرم النبوي تحديدا، والشرطة وجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية.
أيضا تطرقت الحلقة للمعارض التي بجوار المسجد مثل معرض القرآن الكريم والعناية به، والخط العربي ومعارض أخرى تتعلق بالمسجد النبوي.
وبعد: إن هذه الخدمات الرائعة الضخمة التي يميّزها الإتقان والإحسان كما ذكرت آنفا ماهي إلا قطرة من بحر، وغيض من فيض مما تقدمه الجهات المعنية في هذا الوطن المعطاء.
وإضاءات الشقيري وتسليط الضوء عليها لتعريف ممن لايعرفها، سواء في داخل الوطن، أو في العالم العربي والإسلامي، وبقية دول العالم، وهأيضا من باب “الإحسان” وإن كان واجبا، حيث أحسن في التصوير والعرض والإخراج حيث ان هذه البرامج تُنشر مترجمة في كل الوسائل ولكل دول العالم.
بارك الله في الجهود وتقبّل من حكومة المملكة هذه الخدمات العظيمة، ومِن كلّ مواطن ومواطنة ممن جنّد نفسه لخدمة زوار وقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، إنه جواد كريم.