أحمد سعيد مصلح

ظاهرة التسول ميديا والريال القاتل !

الصحفي المتجول

قبل عدة أشهر  تلقيت إتصالاً هاتفياً من زميل مهنة – حثني فيه على سرعة تقديم العون والمساعدة لأسر سورية نازحة بسبب الحرب والصراع الذي يشهده ذلك البلد بعد أن شردها النزاع وأصبحت  تسكن المخيمات إلخ هذه (الديباجة) المعروفة  ! .. فسألته وهل تعرف أيها الزميل العزيز هذه الأسر جيداً ولك صلة قرابة مباشرة بها.. ولكني تفاجأت بإجابته حيث نفى أي معرفة أو صلة بهذه الأسر موضحاً أن كلما في الأمر هو أنه تلقى رسالة عبر الدردشة من أحد المشايخ في ذلك البلد طالباً منه حث كلاً من يعرفه أو لايعرفه في السعودية بالمساعدة وجمع التبرعات لتك الأسر المشردة..وبناءً على هذا القول فقد أخبرت زميلنا هذا بأن يكف عن تقديم أي مساعدة أو جمع تبرعات لا تأخذ صفة رسمية لأن هناك جهات خيرية  جندتها المملكة هي المخولة بتقديم هذه الإعانات للمنكوبين في جميع أنحاء العالم بما في ذلك سوريا – وطلبت إليه أن لايتجاوب مع رسائل وسائل (سوشيال ميديا ) وبخاصة بعد أن طور الأخوة المتسولين طرق تسولهم البدائية والمعروفة سابقاً ومنها وقوفهم أمام بوابات المساجد والبقالات وإشارات المرور الضوئية لمناشدة المارة بعبارة (لله يامحسنين) واليوم أصبحوا يستخدمون وسائط التواصل الإجتماعي العالمية من ( سوشيال ميديا) في نشاطات التسول بنجاح.. وأخبرته لربما ما تلقيته من رسالة هو عملية إحتيال بطلها أحد زعماء الإرهاب مثل داعش والقاعدة وغيرها من منظمات إرهابية لأن مثل هذا الأسلوب يأتي ضمن أساليب تلك المنظمات الإرهابية التي تستغل الظروف الصعبة للأرامل واليتامي من أجل جمع التبرعات لشراء السلاح وقتل الأبرياء وأخبرته بأنه لو أراد التبرع أو تقديم زكاته فهناك جمعيات خيرية محلية فليسارع بتقديمها إليهم وهو مطمئناً على ذلك  – فإقتنع زميلنا بما قلته له وأدرك أنه كاد أن يقع في مصيدة هذا المتصل المجهول !!…

والمعروف أن التسول قد تطور هو الآخر وأصبح تكنلوجياً وإنتقل إلى مرحلة التسول ميديا أي بواسطة إستخدام وسائل السوشيال ميديا الحديثة مواكباً للتطورات العالمية الحديثة في كل شيء -والتي أصبحت أيضاً في خدمة التسول والمتسولين وبطرق مبتكرة جداً يدركها الجميع – لذا فإن علينا جميعاً التنبه إلى ذلك وعدم التجاوب مع أي رسالة تسول تأتينا حتى ولو كان فاعلها يرفع شعاراً عنوانه(إدفع ريالاً تنقذ عربياً) فقد يكون العكس هو الصحيح أي (إدفع ريالاً تقتل عربياً بريئاً)!!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button