اللواء عبدالله سالم المالكي

لا للمتسولين

في هذه الأيام الفضيلة، وبمناسبة شهر الخير في بلد الخير، ينتشر  كثيرٌ من المتسولين الذين لا شغل لهم سوى الانتشار  في الجوامع، والمساجد، والإشارات المرورية، والأسواق بكثافة شديدة  تصل إلى حد الشجار فيما بينهم للاستحواذ على موقع ما !!!

ولو تمعّنا فيهم قليلًا؛ لوجدناهم  أتوا متسللين عبر المنافذ الحدودية أو من المتخلفين عن السفر بعد انتهاء فترة إقامتهم؛ لأداء مناسك الحج والعمرة، ونادرًا ماتجد المواطن السعودي المتسول لأن الدولة -رعاها الله- كفلت له الحياة الكريمة، وخصصت الكثير من الموارد المساعدة لذوي الحاجة والمعوزين؛ إضافة إلى ما يحظى به المجتمع السعودي من التكافل الاجتماعي الذي يميزه عن غيره من المجتمعات.

وظاهرة التسلل عبر الحدود ظاهرة عالمية، تعاني منها حتى الدول المتقدمة، وليست حصرًا على مملكتنا الحبيبة التي من الواضح أنها تُعاني منها أكثر من غيرها؛ نظرًا  لكبر المساحة وامتداد الشريط الحدودي لآلاف الكيلومترات وصعوبة التضاريس، وغيرها من العوامل البيئية والاجتماعية. 

ولا غرابة في القبض على وافد غير نظامي داخل الأراضي السعودية بعد ترحيله ببضعة أيام؛ لسهولة التسلل للأسباب السالفة الذكر. 

وحينما تطأ  قدماه تراب وطننا  الطاهر تتجه أنظاره مباشرة إلى امتهان عملية التسول لسهولة الحصول على المال  دون جهد يذكر سوى التمثيل على العامة؛ لكسب عطفهم واستثمار عواطفهم.

وغالبية المتسولين إما  من صغار السن،  أو من النساء وذوي الاحتياجات الخاصة، وجميعهم ليسوا سعوديين كما ذكرنا، ومعظمهم من المقيمين بطريقة غير  نظامية، وكثيرًا منهم ينتهج النصب والاحتيال لاستعطاف المواطنين، واستدرار قلوبهم، وتفريغ جيوبهم. 

وقد انكشفت حالات كثيرة لبعض من يدعي الإعاقة أو يشتكي المرض أو يتباكى من ظروفه المعيشية، وهو غير صادق بتاتًا. 

لكن فطرتنا السليمة، وبلدنا الطاهر، وشريعتنا السمحة تأبى إلا أن نتعاطف مع كل من يتظاهر لنا بالحاجة دون تقصي الحقائق انطلاقًا من الحديث الشريف:((في كل كبد رطبة أجر ))، وهذا تصرف إيجابي أحيانًا، لكنه في ظل الظروف الحالية والتهديدات الأمنية المحيطة بنا يتطلب منا التريث في مد يد العون والمساعدة؛ حتى نصل إلى قناعة تامة لجواب :- لِمَن ؟ وكيف ؟

 لأن التحريات أثبتت وجود عصابات منظمة تتولى تهريب أولئك العجزة وصغار السن إلى الأراضي السعودية؛ بهدف جمع المال لصالح المليشيات الحوثية وأعوانهم والتنظيمات الإرهابية المماثله لهم سواء في الجمهورية اليمنية أو غيرها من دول الصراع. 

 لذلك؛ فإنه يجب علينا الحذر منهم والتبليغ عنهم وعدم مد يد العون لهم، ولدينا من الجمعيات الخيرية الرسمية مايكفي؛ لجلب الحسنات وتكفير السيئات.

كما أنه من الواجب على الجهات الحكومية بصفة عامة والأمنية بالذات عدم الاكتفاء بالقبض على المتسولين وترحيلهم،  بل لابد من التحقيق الدقيق معهم لمعرفة من يقوم بتهريبهم ويزج بهم في هذا النهج المشبوه، ثم يقف وراءهم لجمع الأموال التي يحصلون عليها، ومن ثم يتولى تحويلها للجهات المعادية التي تنشط لمحاربتنا بأموالنا التي كنا نتصدق بها ونتمنى أن تكون خالصة لوجه الله الكريم !!!

لذا كان لزامًا على الشعب السعودي بجميع مكوناته أن يتعاون، وأن يبذل قصارى جهده؛ لمكافحة التسول ويقول بصوتٍ واحد:

لا للمتسولين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button