المقالات

بين النقد والسرد قراءة في الفضاءات والمضامين

مدخل:

بين فينة وأخرى أتلذذ بمطالعة الإصدارات الجديدة التي تنجزها أنديتنا الأدبية لمبدعينا السعوديين الشباب، أو يطبعها صاحبها على حسابه الخاص ، وتصل إلى يدي إهداءً أو شراءً , فلا أملك إلا المثاقفة الواعية معها أو بعضها خاصةً إذا لامست شغفاً قرائيًا ، وساعةً كتابية مما يجود بها الزمان في بعض الأوقات !!

وأمامي الآن مجموعة من الاصدارات الجديدة التي تنتمي إلى الحقل الأدبي نقداً وسرداً وهي قابلة للحوار والمثاقفة والتنامي المعرفي معها ، وصولاً إلى طرح الآراء النقدية حولها ، جمالياً وإيجابياً.

وسأحاول فيما يلي من صفحات أن أتداخل معها وأعرف بها وأخضعها لمشرحة النقد والتفتيق .

#        #       #

أولاً: في المجال النقدي:

في هذه الورقة نقف مع المنجز الأدبي الصادر حديثاً عن نادي الحدود الشمالية ودار الانتشار العربي، الموسوم بـ “ما قلت للنخل” للقاص الأديب صالح بن عيد الحسيني العوفي، الذي عرفناه قاصاً حيث أصدر مجموعته الأولى والوحيدة – حتى الآن – عام 1436هـ بعنوان: أشياء تشبه الحياة، عن نادي الباحة الأدبي 1436هـ/2015م.

لكنه اليوم يقدم لنا منجزاً نقدياً يتداخل فيه مع الشعر، والقصة، والنقد، والرحلات، ويختار له عنواناً رئيساً شعرياً وشاعرياً وهو: (ما قلت للنخل)، الذي يذكرنا بشاعرية محمد الثبيتي (رحمه الله) ثم عنواناً فرعياً (قراءات ثقافية ورؤى معرفية في الأدب).

الكتاب جاء في مائة وأربع وخمسين صفحة، قسّمها على ثلاث محاور وكل محور أسماه ورقة… فوجدنا الورقة الأولى: قراءات نقدية في الشعر والقصة القصيرة، والورقة الثانية: أبحاث ودراسات ثقافية، والورقة الثالثة: من عناصر تقنيات الكتابة الأدبية.

وعبر هذه الورقات النقدية تتبدى لنا الروح النقدية لدى المؤلف الأستاذ صالح الحسيني العوفي، الذي يسلك درباً شائكاً يتوكأ فيه على عصىً من الإرهاصات المناهجية النقدية، فهو لم يتخصص في النقد، ولم يتخصص في اللغة والأدب – كما قال الدكتور ماهر الرحيلي في تقديمه ص 15، ولكنه وطن نفسه وروحه القارئة/ المبدعة في تطوير آرائه وممارساته النقدية من خلال المطالعة والقراءة في الأدبيات النقدية.

وجل ما يصطفيه هذا الناقد بالطبع والسليقة، فهو يستجمل ويستعذب ويرتاح للمادة المقروءة فينجذب إليها معرفاً بها، وفاتحاً لبعض الآفاق النقدية الحديثة كمباحث (العتبات) ومباحث الشرح والتفسير، ومباحث الرمزية والدلالات ومباحث الجماليات اللغوية والأسلوبية والفنية، ومباحث التناص أو التضمين.

إن جهداً نقدياً كهذا الذي بين أيدينا يحتاج إلى محاكمة تقويمية في سياقه النقدي، ولكنا هنا معنيُّون بالتداخل (الأولي) مع هذا المنجز تعريفاً به، وتثاقفاً مع طروحاته!!

فقد لمست فيه – منذ الورقة الأولى – ما يمكن أن نسميه: جمال التلقي، فالمؤلف – صالح الحسيني – معنيٌّ – بالدرجة الأولى – بالهم القرائي، والمتابعة التثاقفية الراصدة، وتسجيل انطباعاته وأحاسيسه تجاه ما يقرأ استجمالاً أو تقويماً وتصحيحاً. وهذه تشكل البنية الرئيسة لممارساته القرائية والنقدية.

وهذا ليس عيباً منهجياً، فكثير من نقادنا الأوائل كانوا يقدمون مدارساتهم وقراءاتهم عبر هذه الانطباعية المنضبطة والهادفة إلى الإصلاح والتقويم. ولعل أديبنا الكبير عبدالفتاح أبو مدين يمثل هذه المدرسة الانطباعية خير تمثيل.

وكنموذج على هذا التناول النقدي (الانطباعي) نقف مع قراءته لديوان الشاعرة الشرقاوية ملاك الخالدي/ غواية بيضاء، حيث يؤكد في افتتاحية القراءة بعض المسلمات العمومية التي قد نطبقها على كثير من الدواوين الشعرية، يقول عن الشاعرة وشعرها:

– شعر متوالد من رحم الموهبة بلغة مفعمة بالتمكن.

– وفّقت بين الأصالة والمعاصرة.

– لغة خاصة تحسن إكرامها، وتبين درجة وعي الشاعرة وسعة أفقها.

ثم يقول “ذلك ما بدا لي بعد مطالعة عدد من قصائد الديوان” ص 53.

ثم يؤكد هذه الانطباعات النقدية/ العموميات القولية في سياق طرحه النقدي من مثل:

– “ديوان تبدت من خلاله قدرة شعرية معززة بالقدرة على تطويع اللغة” ص 54.

– “في قصائد ملاك الخالدي أبيات محلقة بلغة مفعمة بالشاعرية وبدقة تصوير الشعور لحظة إحساسه” ص 54.

– قصيدة حنين البياض تضم إيقاع آسر وتمازج شعري لغوي كثيف يدخل المتلقي في أجواء الذات الشاعرة” ص 60.

ورغم هذه (الانطباعية) النقدية، نجد لدى المؤلف تواصل جميل مع المدونة النقدية الحديثة ومناهجها الأسلوبية والفنية ويحاول انتهاجها في جزء من دراساته ومقارباته. فمثلاً يتناول (العتبات العنوانية) في كثير من قراءاته مثلاً نصوص: على عتبات العناوين في ديوان باتجاه الشمس ص ص 33-43، والتاريخ حينما يكون عتبة للشعر ص ص 45-51، وضروب العنوان في ديوان فتنة البوح ص ص 61-70. ويركز على الجوانب الفنية والأسلوبية في النصوص المقروءة سرداً أو شعراً، ففي دراساته عن قصة خالد الشويكان يفرد صفحات ثلاثة عن البناء اللغوي والفني في القصة ص ص 29-31.

وفي قراءاته الشعرية نلحظ هذه الميزة النقدية مؤكداً من خلالها جمالية الأسلوب والشاعرية في ثنايا الأبيات والنصوص المقروءة.

وهنا يتأكد لنا أن المؤلف الكريم لديه المقدرة على التواصل مع جماليات النقد الحديث ومفاهيمه وأساليبه في التناول النقدي وتوظيفها في قراءاته المتتالية، وأدعوه للاستمرار في التواصل النقدي عبر هذه المنهجيات النقدية المعاصرة.

وأخيراً يدهشك في هذا المنجز المعرفي، تواصل المؤلف مع جملة من الكتب الإعلامية والرحلاتية قراءة وتعريفاً وملاحظات. ففي قراءته لكتاب الصحافة في المدينة المنورة يقدم لنا موجزاً استعراضياً في لغة شعرية تشير وتلمح وتختصر إلى قيمة هذا الكتاب وما يدور فيه من معارف ومعلومات تستدعي البحث والقراءة لعلاقة الكتاب بالمدينة النبوية ولأن الكاتب/ المؤلف أحد أبناء هذه المدينة العريقة تعجبك خاتمته الشاعرية حيث يقول:

“وأحسبه المرجع الذي غمرني بسيل المعلومة، ورمَّم معرفتي في أثناء تتبعي لسطوره، فقد اضاف لي الكثير مما كنت له في حاجة: ثقافة وتاريخاً وسيرة” ص 91.

وفي قراءته لكِتابَيْ المحسني وباعشن حول الأدب الرقمي ص ص 93-95 تشعر بقيمة الكتابين من خلال العرض المتوازي والمكثف لطروحات الكتابين متوجاً بملاحظة دالة على العمق المعرفي والتداولي مع صيرورة هذين الكتابين المقروئين.

أما مداخلته مع كتب الرحلات ص ص 123-141 فجاءت بهدف الوقوف على العادات والتقاليد لأهل المدينة المنورة من خلال كتابات الرحالة وهذه وقفة جمالية إذ يختار المؤلف هذا المحور بالذات من كتب الرحالة، ثم يطوف بنا عبر أربع رحلات مغاربية ويبين لنا ما التقطته أذهانهم التصويرية عن عادات أهل المدينة في تلك العصور.

وكنت أنتظر أن يتوسع المؤلف/ الباحث في سرد العادات والتقاليد التي رصدها الرحالة والتعليق عليها ولكنه اكتفى بالتعريف بالرحلة والرحَّالة وتجاوز الهدف من الورقة وهو الموضوع الأساس إلا من إشارات مقتضبة ولا تشبع نهم القارئ المستفيد.

بقي لنا ملحظ نهائي وأخير حول تبويب الكتاب فقد بدا لي خللاً في التنظيم للمباحث والدراسات، فكيف يؤخر ملامح البيئة المكانية في القصة القصيرة، وعناصر تقنيات الكتابة الأدبية عن مكانها الصحيح في الورقة الأولى؟! والمفترض أن تحتوي الورقة الأولى على ما له علاقة بالقصة.

والورقة الثانية بالشعر.

والورقة الثالثة بالكتب.

وبذلك يحصل التكامل والشمولية بين أغراض الكتاب ومفاهيمه النقدية.

وعلى أية حال فهذا الكتاب يمثل جهداً نقدياً أولياً للكاتب القاص صالح الحسيني، ومحاولة جادة للدخول إلى أفق القراءات النقدية، ملتمسين له العذر أولاً ومطالبين له بالاستمرار والتجديد والتجويد!

#       #       #

ثانياً: في المجال السَّردي:

(1) أسعدني الأخ/ الزميل/ الأديب/ القاص محمد المنصور الشقحاء بإهدائي مجموعة من إصداراته الجديدة وهي آخر ما نشره حتى الآن أمدَّه الله بالعافية والصحة حتى يستكمل مسيرته الأدبية الفارعة والمنتجة، وهي كما يلي:

* النسخة الأولى، ط 1، 1432هـ/2011م.

* تداعيات أنثى تصالحت مع جسدها، ط 1، 1436هـ/2015م.

* أيها السرمدي لا تقاوم الصحراء، ط 1، 1438هـ/2016م.

* مواطن/ أضمومة سردٍ وشعر، ط1، 2019م.

* فضاء العشق/ بين الحرف واللون، ط 1، 2019م.

ويهمني في هذه الإطلالة الناقدة، الوقوف عند الإصدارين الأحدثين زمناً وهما الأخيرين في هذا المسرد أعلاه، لأن ما قبلهما قديمة نوعاً ما، وسعدت بمطالعتها قبلاً.

#       #       #

(2) هذا العنوان (المحيِّر)!! يجعل القارئ/ الناقد يقف (عتباتياً) عند هذه العنونة، ويحاول تفكيك شفرتها ودلالاتها ليقف عند العنوان الأسلم الذي يعبر عن المجموعة كلها.

مُوَاطِن أم مَوَاطِن؟

أُضْمُومَةُ أم إضْمَامَةُ؟!

ومنذ البدء، نجد أنفسنا أمام عنوان (رئيس) وعنوان ثانوي أو فرعي شارح ومفسر، وكلاهما يحملان إشكالية التلقي. فمفردة (مواطن) في العنوان الرئيس لم تُشَكَّلْ من قبل المؤلف أو الناشر بما يزيل الشك والحيرةن وتبين المقصود (الإنسان) (مُواطِن) بضم الميم وكسر الطاء، أو (المكان) (مَوطِن) بفتح الميم وكسر الطاء أيضاً.

وكذلك في العنوان الثانوي/ الفرعي، لم يحتف المؤلف أو الناشر بتحرير المفردة (أضمومة) التي لا تستقيم مع معنى الضم والجمع، والأَوْلَى هنا (إضمامة).

وعلى أية حال، فالعنوان الرئيس هو المعنيُّ بهذه الوقفة (العتباتية) والتساؤل المحيِّر!! ولكننا سريعاً ما نجد الجواب في القصة التي تحمل نفس العنوان وفيها توضيح وشرح لهذه العنونة (المحيِّرة).

القصة تحكي إنساناً يشتكي من ارتفاع فاتورة المياه، ويذهب للشركة للتفاهم وحل الإشكال فيسأله الموظف (هل أنت مواطن)؟! وبلا تشكيل تشعر كقارئ أن المقصود هو (الإنسان) وليس (المكان) يعبر عن ذلك السارد بقوله: ثوبي الأبيض وطاقيتي المخرقة وغترتي البيضاء، ولهجتي التي فيها بقايا مدينة الطائف… لم تشفع لي عند الموظف…” ص 7.

إذاً نستنتج من هذه الحوارية (العتباتية) أن السارد/ المؤلف استخدم ذكاءه ليحير القارئ/ الناقد ويدعوه للمثابرة والاجتهاد لفك لغز هذه (العنونة)، فلو أنه شكَّل المفردة (مواطن) بما يزيل الشك والحيرة لما جعل القارئ/ الناقد يستعمل آلية التفتيق والتأويل للوصول إلى المقصود، وقد نجح السَّارد محمد الشقحاء على الأقل معي أنا كقارئ/ ناقد في هذه الفذلكة النصيَّة الجمالية.

أما العنوان الثانوي/ الفرعي أضمومة/ إضمامةسرد وشعر، فدال ومعبر عن مجمل المجموعة، فهي إضبارة معرفية تضم السَّرد، والشِّعر، فنجد من خلال فهرس المحتويات أن المؤلف يقارب بين مجالين أدبيين القصة/ السرد، والشعر في فضاء معرفي مشترك. ويتشكل من 20 قصة سردية، و11 قصيدة شعرية منثورة أو قل قصة شعرية!!

وهو بذلك يروم التجديد، لكنه يخطئ الطريق فالجمع بين الشعر والسرد مسلك شائك، يجعل المتلقي أمام عجينة لا تعجن إلا في استقلال وتمايز.

ففي القسم الشعري نرى المحاولات المبكرة جداً فالتاريخ يشي بذلك ما بين 1405-1426هـ. واللغة الشعرية مكتنزة بروح القاص/ السارد مما يمكن قولبته ضمن القصة/ القصيدة ونجد مثال ذلك في نص: يا من تدانيت يا من كان التباعد:

“رجل يأتي من الخارج

   رجل يأتي من الداخل

      يقف الشبحان في وسط الباب

           الأول يهم بالدخول

              الثاني يهم بالخروج

     فيلتحم الاثنان.. ويكون الواحد”.

وفي نص: الكابوس:

“قوس قزح رابعة النهار..

   واستولى على حرد غريب..

       كان اليوم (الأربعاء)

           هاهي النجوم تتناثر فوق التلال”.

واضح من هذه المقتبسات أنها تتغيا قصيدة النثر أو الشعر المنثور، لكنها صادقة الانتماء السردي وروح القاص المبدع حيث الشخوص والزمان والمكان والحدث (علامات النَّص السردي)!!أما الشعر المنثور فما أبعده عن هذه الأجواء!!

#           #             #

(3) ما نعرفه عن المؤلف أنه (سارد) بامتياز، أصدر العديد من المجموعات القصصية، وقد سعدت بتقديم دراسة وافية عنه في ملتقى القصة القصيرة بنادي القصيم الأدبي عام 1429هـ، ونشرت في كتابي الصادر عام 1433هـ/2013م. ولذلك سأقف (جمالياً) مع نصوصه السردية في هذه ال(الإضمامة)، وليس (الأضمومة)!!

يبدو أن هم القصة القصيرة جداً مسيطر على صاحبنا في هذه المجموعة فنجد (15) نصاً سردياً في هذا المجال مقابل (5) نصوص من القصة القصيرة. وتمتاز الـ(ق.ق.ج) بجمالياتها الفنية والأسلوبية ورمزيتها الموحية، واختزالها اللغوي، والدهشة والفجائية. ونجد كل ذلك في نص المؤذن، ونص التأبين، ونص غزوان.

تمتاز نصوص هذه (الإضمامة السردية) بالوجود الأنوثي/ الأنثوي فالمرأة هي القاسم المشترك في أغلب النصوص، وهي الكينونة المضمرة، والفاعل النشط في المسار الحدثي، واللغة السردية. كما تمتاز هذه النصوص السردية بمدينتي (الرياض والطائف) كمكان ومكون حدثي، حيث نجدهما مكانان صريحان تارة، وضمنيان تارة أخرى، فنجد (الرياض) و(المستشفى التخصصي بالرياض) و(معرض الرياض الدولي للكتاب) و(الطائرة القادمة إلى الرياض).

كما نجد (حي الشرفية بالطائف)، و(غزوان/ جبل) و(شارع عكاظ) و(خارج مدينة الطائف) (صناديق الإدارات الحكومية بالطائف).

وفي كلا المكانين دلالة حسية على التواجد الحقيقي والصريح للمؤلف في الرياض حالياً والتواجد السابق له في الطائف يوم كان فاعلاً ونشطاً في النادي الأدبي بالطائف، وهذا تواجد استرجاعي/ تذكري!! ولكنهما يمثلان ثيمة يشتغل عليها القاص/ البارع ضمن (الزمكانية) التي تؤطر النَّص المحكي.

#           #             #

(4) وأخيراً سنقف مع الإصدار الثاني في هذه الإهداءات وهو كتاب ببليوجرافي/ احتفائي/ تذكاري عن مجموعة إنسية جمعهم حب النَّص القصصي، وألَّف بينهم هذا الفن الأدبي، في لقاءات شهرية طوال (عقد من الزمن) في دارة أحدهم، يتطارحون الأدب والقص وآخر الإنجازات والمشاريع القصصية.

وهو كتاب يترجم لهذه المجموعة كل على حدة مع إيراد جزء من سيرته وشهادة يكتبها بقلمه، ويستشهد ببعض النصوص القصصية. وقد اختار المؤلف/ محمد الشقحاء، عنواناً لافتاً: (فضاء العشق بين الحرف واللون) كتاب تذكاري وثائقي عن لقاء الإخوة الشهري. صدر عن دار الانتشار العربي عام 2019م في طبعته الأولى.

يضم الكتاب مجموعة من أدبائنا المعروفين: خالد اليوسف، صالح الحسن، عبدالحفيظ الشمري، عبدالعزيز الصقعبي، محمد المزيني، ناصر الموسى (وهو فنان تشكيلي) إضافة إلى المؤلف محمد المنصور الشقحاء.

وبتأمل سريع إلى الشهادات الأدبية التي كتبها كل واحد عن نفسه نجد أننا أمام جيل رائع وعصامي صنع نفسه بنفسه، وتنامى ثقافياً وأدبياً وكوَّن مدرسة قصصية تتوازى وتتكامل وتتقاطع مع مجايليهم كتاب القصة الذين رسموا لنا المشهد الإبداعي والقصصي خاصة فيما يسميهم النقاد جيل القنطرة أو جيل الجسر بين الرعيل الأول التقليديين والكلاسيكيين، وبين جيل الحداثة والتجديد. فكانوا هم ألق المرحلة وبياضها المشع عطاءً وإبداعاً وحضوراً.

الكتاب/ فضاء العشق، ينضح عشقاً أخوياً إذ يوثق مرحلة (عقد من الزمن) عشر سنوات مثمرات وإن كانت النصوص المختارة والسير المكتوبة معروفة ومتداولة، فإن الشهادات هي النَّص الذي يجب أن يحتفى به (مقاربة ونقداً) وكنت أتصور أن أخي المؤلف/ محمد الشقحاء سيقوم بهذا الدور، لكنه تركه لنا/ للنقاد والدارسين ولعلِّي أفرغ له في قابل الأيام.

#           #             #

ختام..

وبعد فهذه إطلالة عجلى على إصدارين توشح أحدهما بالنقد، واستأثر الآخر بالسرد. وكان لكل منهما في نفس القارئة حضوراً وتفاعلاً فجاءت هذه المقاربة النقدية/ التعريفية على المختصرة، على أمل أن يكون لي لقاء آخر مع جديد هذين الزميلين العزيزين.

والحمد لله رب العالمين

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button