المقالات

حينما يصبح أدب الخلاف خلاف الأدب!

شقشقات

تكثر المجموعات “الواتسية” ومعها قد تأتي معها ومن خلالها بعض الحوارات مع زملاء وأصدقاء من الطاقات الشبابية الرائدة من أبناء وبنات الوطن…
ويجمع الكثير منهم مابين دماثة الأخلاق، وجودة العطاء، لكن قد تحذو بعض النقاشات حذوا آخر، خاصة حينما تدور حول إحدى الجهات الخدمية المهمة، أو الدوائر الحكومية، وقد يتحول مسار الحوار إلى شيء شخصي، مما ينتج عنه فجوة كبيرة في “اختلاف” وجهات النظر، ويحيله البعض إلى “”خلاف” قد يتطور إلى عداء !
وفي أحايين كثيرة يتم رسم علامات كبيرة من التعجب والاستفهام !!
الخلاف في وجهات النظر وارد، وهو نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام، وتباين العقول، وتمايز مستويات التفكير..
وإذا لم يتطرّق الناقد إلى أشخاص بعينهم، فلا ضير في ذلك، ولابدّ من النقد للارتقاء بالخدمات، ولايوجد جهة فوق النقد، وتوضيح القصور في خدماتها.
لكن: إلى أي مدى سيوصلنا “الاختلاف” ؟!
العقلاء مازالوا يختلفون ويتحاورو في حدود “العقل”،
دون أن تصل آثار اختلافهم لحدود “القلب”، لكن الأمر غير الطبيعي هو أن يكون “اختلافنا” في الرأي بوابةً للخصومات، ومفتاحاً للعداوات، وشرارةً توقد نارَ القطيعة.
والناس عند الاختلاف ينقسمون إلى ثلاثة أصناف:
إن لم تكن معي فلايعني أنك ضدي، وهذا منطق العقلاء.
إن لم تكن معي فأنت ضدي، وهذا نهج الحمقى.
. إن لم تكن معي فأنت ضد الله، وهذا سبيل المتطرفين !
ويجب أن نعي أنّ:
الآراء للعرض لا للفرض، وللإعلام لا للإلزام، وللتكامل لا للتلاكم !
وختلافك معي لايبيح لك عِرضي، ولا يحلّ لك غيبتي، ولا يجيز لك قطيعتي.
وحتى آراء العلماء في المسائل الاجتهادية لابد أن ندرك أنها رأيٌ في الدين، وليست رأي الدين.
إنّ عدم احترام رأي المخالف وإهدار أخوّته، وقطع أواصر محبّته، لهو استبدادٌ خطيرٌ يحتاج إلى نضوج فكري،فالاستبدادُ الفكري أخطر في نتائجه مما نتخيل بكثير.
وصدّقوني عندما نحسن كيف نختلف سنحسن تماماً كيف نتطور.
لاأشكّ أبداً أنّ الكثير منكم قد واجه في حياته بعضا من أمثال هولاء الذين يحوّرون “الحِوار” إلى “حَوار”، وهو الفلفل الأسود في لهجتنا الجنوبية !
لكني أرى أن نؤجّل حوارنا، إذا مااحتدم، واتّخذ مسارا آخر يفضي إلى المشاكل، حتى تهدأ النفوس، وتنطفيء سَورةُ الغضب، وخاصة في شهر رمضان فمن الممكن تأجيله حتى انقضاء شهر الخير والإيمان، والبرّ والإحسان.
ختاما: أرجو وآمل وأتمنى أن نتقن “أدب الخلاف”، وألا ننجرف إلى “خلاف الأدب” !
_____________
شقيق المساء
حامد العباسي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button