عبدالرحمن الأحمدي

العاصوف..وتغييب دور أهل مكة !

لم ولن أنسى حتى الآن صوت الرصاص المفجع وهو يدوي في أذني وبقوة في الأماكن المحيطة من الحرم المكي الشريف. فقد سمعناه جيدا أثناء وقوع الحدث وكطلاب في المرحلة الابتدائية أثتاء انصرافنا من مدرسة المشعلية بحي الفلق القريب جدا من المسجد الحرام، ومدير المدرسة آنذاك الأستاذ محمد عبدالله فلاته_يرحمه الله_ والمعلمون الأفاضل بجانبه يسارعون بهمة كبيرة؛ لإخراجنا من المبنى المدرسي ؛ حفاظا على سلامة أرواحنا بسبب شرذمة فاسدة ومعتدية لم تراع حرمة البلد الأمين، ولفكرة شاذة استقرت فقط في عقول مرضى أصحاب هوس، وخيالات حمقاء لأشخاص لم يتجاوزا المئات البعض منهم أخذتهم الغفلة والسذاجة في اتباعهم لرجل يزعمون أنه هو المهدي المنتظر؛لمجرد أضغاث أحلام شيطانية تؤكد تطابق الصورة في النوم مع صورة رجل في الواقع ..!! مع فرق النسب تمامًا.. ولكن شُبّه لهم ..!! ولم نغب عن ساحة الحدث نحن أبناء مكة المكرمة حيث كانت منازلنا مطلة على رحاب المسجد الحرام .

وحقيقة حرصت على متابعة أحداث مسلسل العاصوف في هذه الجزئية تحديدا.. جزئية حادثة الإعتداء الإجرامية على الحرم المكي الطاهر للأسف بقيادة جهيمان وأتباعه. وعلى الرغم من الإمكانيات الهائلة المادية والبشرية والفنية المقدمة في تصوير هذه الفترة المهمة من حياة المجتمع السعودي في مطلع هذا القرن الهجري وتجسيد الدور البطولي للقوات المسلحة عموماً وللقائمين عليها إلا أنها تجاهلت جانب مشرّف لأهل مكة؛ بوضع أيديهم بيد حكومتهم؛ لصد هذه الفتنة الدخيلة على هذا البلد الآمن. فلا زلت استحضر جيدا حديث رجل الأعمال المكي عبدالرحمن صباغ حول مبادرته الوطنية؛ بوظع فندقه بحي أجياد تحت تصرف الجهات الأمنية. بصراحة لانعلم مالسبب في تغييب هذه الصورة المشرقة لجيران البيت الحرام. وإن كان غير مستغرب عليهم من أدوار مختلفة قاموا بها. فلم تمضي سوى سبع سنوات فقط حتى قاموا بواجبهم بالمساهمة خلف قوات الأمن الداخلي ضد فتنة الغوغاء من الإيرانيين المندسين بين الحجاج . وغيرها من المواقف الرجولية.

ومايثلج صدور أبناءمكة المكرمة، وأبناء الوطن عمومًا تقدير القيادة العليا؛ للتضحيات المعهودة الدائمة، والمشاركات الفاعلة ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن وأمان المملكة في كل شبر من تراب هذا الكيان الشامخ سواء كانوا أفرادا، أو جماعات، أو حتى دول معادية. فلم تقع حادثة في السابق كحادثة الاعتداء على الحرم المكي، أو حادثة الغوغاء الإيرانية، أوحرب الخليج الثانية، أو حتى هنا في الوقت الحالي وتحديدا في حرب تحرير اليمن إلا ولله الحمد والشعب السعودي في صف واحد، وفي وجه كل معتدٍ ظالم.

أما ماعهدناه في معظم الأحيان من المنتجين فيأتي أولا وبطبيعة الحال الربح المادي حتى لو على حساب الحقائق الصادقة التي لايمكن نسيانها أبدا. والشمس بالتأكيد لا تحجب بغربال وخاصة شمس مكة المكرمة الساطعة .

Related Articles

4 Comments

  1. سلمت يمناك اخي الغالي نعم اين دور اهل مكة المكرمة من هذا الحدث الذي اثار العالم في بدايت القرن الهجري لم يتحدثوا لو بلمحه عن ما قدموه اهل مكة في هذه الفتره.

  2. والله أهل مكة لهم دور كبير..ومهم وجبار وفعلا فيه تجاهل لدورهم …
    وكأن الاحداث خارج مكة المكرمة

    والمصيبة الأعظم التطبيل في القنوات …

  3. مع احترامي الشديد للكاتب القدير
    نظرت من زواية لم تكن هدف المسلسل . حيث المسلسل يناقش ظاهرة التشدد الديني و أثرها و التغييرات التي نشئت عنها فقط الدليل انه لم يتعرض لجهود احد حتى اجهزة الدولة و دورها الفاعل وبالذات المساندة للجيش من شرطة و دفاع مدني و غيرهم . ونحن نعرف تلك الجهود كأبناء مكة المكرمة والمعايشين لتلك الفترة.
    السؤال الأهم أين أدباء و مثقفي مكة لم يؤلفوا كتب او روايات تتحدث عن سكان مكة بمختلف اطيافهم في الحوادث التي حدثت في مكة و ابراز ادوارهم فيها ؟؟!!

  4. الدور البطولي لاهل مكة في هذه الحادثة سجله التاريخ وان تغافل عنه المخرج فقد فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم لرجال الامن لتتحول لثكنات عسكرية يتحصن فيها رجال الامن ويستزيحون وساهمت المنازل في اعداد موائد مختلفة لرحال الامن البواسل وكذلك الحال كان لاهل مكة مساهمة فاعلة جدا ومشرفة في التصدي للغوغائيين اثناء فتنة محاولة اقتحام الايرانيين للحرم فصدوهم وقاوموهم بشراسة فالتاريخ يسجل ولا يكذب وفعلا محزن ان يتحاهل مثل هذه الادوار المشرفة التي كانت يفترص ان تقدم دررس وطنية يستفاد منها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button