أراد الله تعالى للمملكة العربية السعودية أن تكون مهبطًا للوحي، ومهوى لأفئدة مليار مسلم وقبلتهم الدائمة في صلاتهم، لما حوته أراضيها من قدسية المشاعر، وعظمة المكان.
ففيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة، وفيها المشاعر المقدسة، المسجد الحرام، منى، عرفات، مزدلفة، المسجد النبوي الشريف، مسجد قباء، قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، قبور صحابته وآل بيته رضي الله عنهم أجمعين غيرها من الأماكن والبقاع الشريفة.
كل ذلك وغيره جعل لها مكانة القداسة ومقدمة الصدارة والريادة والقيادة في العالمين العربي والإسلامي، بل ومرجعية نقية للمسلمين عمومًا في عقيدتهم النقية، وعباداتهم الشرعية على مستوى قارات العالم.
فما من بيت مسلم إلا وفيه نسخة من القرآن الكريم طباعة مجمع الملك فهد.
هيأ الله تعالى لهذه المملكة العظيمة حكامًا أوفياء وملوكًا عظماء، يدينون بدين الله القويم، ويحكمون شرعه المنزل في كتابه وسنة رسوله في شتى مناحي الحياة اليومية باعتدال واقتدار، وفق ضوابط وقيم وثوابت الشريعة السمحة.
وقدر الله أن يكون سكان هذه البلاد شعبًا وفيًا أصيلًا مخلصًا بكل طوائفه وأعراقه، نقي العقيدة، صافي النية، ذا قيم ومبادئ وأعراف وثوابت لايتخلى عنها، يأتمر بأمر حكامه المستمد من شرع الله، وينتهي بنهيهم الذي يمنعهم، ويحميهم من شرور القلاقل والفتن والغوغائية، حتى أصبح من أسعد الشعوب في وسط محيط من الشعوب العربية التي تعاني ويلات الفتن، والقلاقل، وعدم الاستقرار.
أمدها الله بكنوز الأرض من الثروات النفطبة والمعدنية والزراعية التي قامت باستعمالها خير استعمال، وسخرتها خير تسخير، في التنمية البشرية والعمرانية والتقنية الصناعية الحضارية، ومنه ما يصب في خدمة الحرمين الشريفين وملايين المسلمين من الحجاج والمعتمرين والزوار الوافدين من كل فج عميق من قارات العالم، مما يعد في نظر المفكرين معجزة العصر في إدارة الحشود على مستوى العالم.
وعليه: فلاغرو إن قلنا السعودية العظمى فهي كذلك بما حباها الله بتلك المكانة والقدرات العظيمة.
إلا أن ملالي الصفويين في إيران وحلفائها من بعض الدويلات المحسوبة على العرب والمسلمين، يغيظها ماتتمتع به هذه المملكة من مكانة في نظر شعوب العالم وما حباها الله به من خيرات لخدمة الإسلام والمسلمين، والبشرية جمعاء، فأخذت تلك الصفوية في رسم السياسات الإرهابية المغرضة، محاولة تعكير صفو بلاد الحرمين الشريفين، فأخذت في تجنيد الميليشيات، والزحف على عواصم بعض الدول العربية نهجًا لسياسة التوسع والغطرسة.
وبتوفيق من الله تعالى، ثم بيقظة وحنكة قيادة المملكة العربية السعودية نهضت الأمة العربية والإسلامية، وحزمت، وعزمت على إيقاف هذا المد الصفوي الفارسي التوسعي البغيض على البلاد العربية، حتى يكون للعرب مكانتهم وعزتهم في بلادهم؛ ليعيشوا بعز ورخاء واستقرار.
فقادت التحالف العربي المتمثل في عاصفة الحزم ضد ميليشيات الصفويين في اليمن، ودكت حصون من تسمو بأنصار الله من (الحوثيين)، وألجمت بذلك حزب الشيطان في لبنان، بالتعاون مع القيادات اللبنانية المخلصة لوطنها، وأعادت بغداد الرشيد إلى حضن العرب مرة أخرى، وهي تعالج في نفس اللحظة باليد الأخرى السخية جراح السوريين، والليبيين مما حل بهم من نكبات نتيجة الإرهاب الداعشي الضلالي، وعبث الصفويين الملالي، حتى أضحت تلك البلاد بائسة بعد طيب عيش تعيسة بعد صفاء حياة.
المملكة العربية السعودية بمصداقية التعامل، ووضوح الرؤية، وسياسة التعقل قد كشفت للعالم حقيقة سياسة إيران التوسعية وأطماعها الخبيثة في ثروات البلاد العربية، وخطورة تلك السياسة على السلم المحلي والعالمي، ومايترتب عليه من إعاقة الملاحة البحرية وصادراتها ووارداتها عبر السفن التجارية.
المملكة باستضافتها قمتين خليجية وعربية قادمتين إن شاء الله خلال أيام قريبة، وقبل انعقاد قمة إسلامية بمكة المكرمة تكون قد وضعت النقاط على الحروف، وبينت بجلاء ووضوح للعالم خطر سياسات الملالي الإيرانية، وأطماعهم التوسعية على الأمن والسلم، والاستقرار الإقليمي والعالمي.
دامت المملكة العربية السعودية العظمى شامخة قائدة أبية.
ودامت قيادتها الحكيمة الوفية،
ودام شعبها العظيم في عز وأمن ورخاء.
أطال الله عمرك ياسعادة الدكتور ومنكم نستفيد مقالك ماشاء الله غطى جميع الجوانب التي تجعل من المملكة العربيه السعودية مملكة الإنسانية السعودية العظمى بما تحتويه من قادة عظماءومواطنين شرفاء وخيرات حسان .
لك الشكر الجزيل أيها الأكاديمي المخلص لله ثم لمليكه ووطنه .