الصحفي المتجول
تعتبر القمم الثلاثة التي دعا إلى عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في مكة المكرمة بمثابة طوق النجاة الأخير للنظام الإيراني لاسيما على ضوء مؤشرات عن بوادر رضوخ إيران للمتطلبات الدولية تحت وطأة التهديدات الأمريكية وعوامل أخرى داخلية تعاني منها (أم الميليشيات) ومنها الإنهيار الإقتصادي والغضب الشعبي العارم .. فهاهي إيران بدأت بالبحث عن حلول ومخرج لها من المأزق الذي أدخلت نفسها فيه وهي مجرد مؤشرات أن لم تكن مجرد مناورة كعادة إيران في مواجهة مثل هذه الأزمات للخلاص من حبل المشنقة التي تلتف حول رقبتها وتزداد كل يوم تعقيداً وإنهياراً ..
والقمم الثلاثة والتي سوف تعقد تعد من أهم القمم الإسلامية والعربية والخليجية لأنها تأتي في الوقت المناسب الذي تعاني منه الأمة العربية والإسلامية من صراعات وخلافات وعدم إستقرار في بعضها بأسباب داخلية أو بأسباب التدخلات الإيرانية.. كما أن هذه القمم الثلاثة التي تعقد في أقدس بقعة.. مكة المكرمة وفي أيام فضيلات تجسد دور المملكة الإيجابي في جمع شمل الأمة الإسلامية والعربية والسعي إلى توحيد الصفوف في الوقت الذي تعمل فيه إيران على تفتيت الأمة الإسلامية وإضعافها بسبب سياساتها الرعناء وتدخلاتها في شئون الآخرين..عملاً بشعارها “أسد بالداخل ونعامة في الخارج”. وعلى إيران أن تدرك أن الوقت يمضي سريعاً وهو ليس في صالحها وحلفائها من الميليشيات ..
وحبذا لو جاء ضمن توصيات القمم الثلاثة حظر كافة الميليشيات المسلحة في الوطن العربي والإسلامي ومن يقف وراءها كون هذه الميليشيات المسلحة هي سبب المشاكل والكوارث التي حلت بنا ومزقت كيان الأمة وتحويل تلك الميليشيات من مسلحة بعد نزع سلاحها لتصبح أحزاباً سياسية كما هو معمولاً به في جميع أنحاء العالم حيث لم نسمع قط بوجود حزب سياسي مسلح ماعدا العصابات والمافيا !!..
ورغم التلميحات الأخيرة التي صدرت عقب زيارة مسئولين إيرانيين ومنهم وزير خارجيتها جواد ظريف لبعض الدول العربية والٍإسلامية بأن دولته على إستعداد تام لعقد إتفاقية عدم إعتداء مع الدول الخليجية المجاورة لها – فحبذا لو إستثمرت القمة الإسلامية هذا التصريح وضاعفت من ضغطها على إيران بأن من ضمن بنود هذا الإتفاق المقترح سحب كافة الميليشيات التابعة لإيران من الدول الإسلامية والعربية وإيقاف دعمها لميليشيات الحوثي وغيرها من ميليشيات… إلا أن هذه التصريحات التي تحتوي على بريق أمل تبقى مشكوكاً في مصداقيتها على ضوء صدور تصريحات مناقضة لمسئولين إيرانيين تهدد بالحرب وتصر على التدخل في شئون المنطقة ونشر الفوضى في دول المنطقة… والأمل في أن تكون هذه القمم الثلاثة فاتحة سلام وإستقرار يسود عالمنا الإسلامي والعربي ويزول هذا الكابوس أو الميليشيات الجاثم على صدور الأمة الإسلامية والتي تسعى إيران لنشره في العالم الإسلامي ونتمنى أيضاً أن تتوصل القمة العربية إلى تفعيل دور الجامعة العربية أكثر لتمكينها من حل المشاكل العربية دون الحاجة إلى طلب ذلك من المنظمات الدولية .. كذلك إعادة اللحمة لمجلس التعاون الخليجي كما كان سابقاً هذا بالنسبة للقمة الخليجية ..