لا يمكن أن نفصل الحصار الأمريكي لإيران عن التوتر بين الصين والولايات المتحدة المنخرطتين في سلسلة من النزاعات من أبرزها حرب تجارية واسعة النطاق وتناحر على النفوذ العسكري في المنطقة.
حصار أمريكا لإيران والحضور الأمريكي للمنطقة ببارجاتها وصواريخها من أجل أن تثبت لدول المنطقة من أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن المنطقة وأنها لا تزال القوة العالمية التي يجب على الجميع أن يتعامل معها.
تريد أن تثبت الولايات المتحدة لدول المنطقة من أنها لا تزال القوة العالمية، وأنها لا تزال ملتزمة بأمن المنطقة، نفذت الولايات المتحدة في شهر أبريل 2019 عمليتين في بحر الصين الجنوبي وعملية عبور من مضيق تايوان، وهي خطوات أثارت غضب الصين.
لذلك نجد في تصريح البريدج كولبي الذي يقود تطوير البنتاغون لاستراتيجية الدفاع القومي من أن الصين يمكنها تغيير العالم، وقال لا نتحمل الخسارة في آسيا، آسيا هي جوهرة التاج، ولهذا السبب أكد كولبي الذي يعمل لدى مركز المن الأميركي الجديد من أنه يتعين على أميركا البقاء في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب خفض الحرارة وتقليص الطلبات، ولذلك يؤكد بأن الصين الصين الصين.
وطلب باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة وضعت في يناير 2018 الصين وروسيا في قلب استراتيجيتها الجديدة للدفاع مغيرة أولوياتها بعد أكثر من 15 عاما من التركيز على مكافحة الإرهاب، واعتبر أن تضاعف التوترات مع الصين يضعف التركيز على الصين، وهو ما جعله يقوم بنشر قواته في المنطقة تحسبا لتهديدات محتملة تقوم بها إيران لذلك قامت بنشر قوات إضافية بالمئات في المنطقة بالإضافة إلى صواريخ باترويت وقاذفات والتعجيل بتحريك مجموعة قتالية تضم حاملة طائرات خصوصا بعدما اتهمت الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة عن هجمات على ناقلات نفط قبالة الإمارات في شهر مايو 2019.
القمم التي ستعقد في مكة في 30/5/2019 ستكون العصا الغليظة التي ستنقض على الحرس الثوري بجانب الحصار الأمريكي، والتي ستبحث عدة قضايا من بينها الاعتداءات التي طالت سفنا تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، وما قامت به مليشيات الحوثي المدعوم من الحرس الثوري الإيراني من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين في السعودية وتداعياتها.
القمة الخليجية التي ستناقش مستقبل الأمن الخليجي بعد تعرض محطتي ضخ نفطيتين في السعودية وهي تداعياتها خطيرة ليست فقط على أمن دول الخليج بل على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وعلى إمدادات أسواق النفط العالمية واستقرارها.
انعقاد هذه القمم الخليجية والعربية والإسلامية بجوار بيت الله الحرام في العشر الأواخر من رمضان وبدعوة خاصة من خادم الحرمين الشريفين لها أهمية بالغة يتطلع إليها جميع المسلمين، وتكشف عن الأهمية البالغة التي يكنها العرب والمسلمون للسعودية من مكانة في قلوبهم، ولن يرضى أحد أن تتعرض بلاد الحرمين لأي استهداف تتعرض له بلاد الحرمين بدعم الحرس الثوري الذي سيجد الاستهجان الذي يرفضه كل مسلم، ما يعني أن الحرس الثوري الإيراني سيتلقى ضربة قاضية من كل المسلمين، وفي نفس الوقت يعزز الدور التاريخي للسعودية الذي تحاول طهران النيل منه أو زعزعته، وستبقى السعودية قلب العالم الإسلامي وعمقه الاستراتيجي وبعده الديني.
سيكون الحرس الثوري والحكومة الإيرانية مثار استنكار وتنديد من القمم لدور طهران واعتبار أن اعتداء الحوثيين على أمن بلاد الحرمين خط أحمر لن يقبله أحد مهما كان قربه من طهران، خصوصا وان علماء مشاركون في مؤتمر مكة استبقوا هذه القمم وانتقدوا معاداة إيران وذراعها الحوثي لمليار ونصف مسلم باعتبار أن السعودية تمثل هؤلاء جميعا وتمثل السعودية مظلة الإسلام، وأكدوا جميعهم على الوقوف جميعا مع السعودية وقيادتها الرشيدة في أزمتها ضد أعدائها.
كما اعتبر كثير منهم أن ما تقوم به إيران ينذر بشر كبير، وأكدوا أن تسعى للضرر بالسعودية بشكل خاص والمسلمين بشكل عام، فيما أن السعودية تستغل مواردها في دعم الدول الإسلامية، وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية، وطالبوا طهران بالعودة إلى طريق الصواب وإعادة التفكير فيما يقومون به من أعمال عدائية وإجرامية تجاه السعودية التي تعد قبلة لكل المسلمين بمن فيهم الإيرانيون.
ومن هؤلاء الشيخ حافظ محمد محمود طاهر الأشرفي رئيس مجلس علماء باكستان، قائلا أن من يعتدون على البلاد المقدسة للمسلمين في مكة والمدينة هم أعداء الإسلام، وهذا بالضبط ما يقوم به الحوثيون، ولولا الجهود العظيمة التي يقوم بها الجيش السعودي لربما حدث ما لا يحمد عقباه في الحرمين الشريفين من أجل أن تجعل المسلمين يأتون إلى الحرمين الشريفين مطمئنين، وقال لا نريد الحرب كمسلمين ولكننا سنكون أول المدافعين عن أراضيها إذا اخترتم طريق الحرب، وأكد في حديثه أنه كان من الأولى للنظام الإيراني بدلا من افتعال الأزمات الاهتمام بالشعب الإيراني.
وتمثل السعودية التي ترعى مؤتمرا دوليا حول قيم الوسطية والاعتدال عبر عدد من العلماء والمفكرين والسياسيين في الدول الإسلامية التي تمثل وقفة هادئة واعية وهادفة أمام مستقبل الإسلام والمسلمين في العالم، باعتبار أن كل المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين بهتانا، وهذا المؤتمر يرد على الهجمة الشرسة التي يريدون لصقها بالعالم الإسلامي، لكن الدور العدائي الإيراني يدعم المواقف العدائية للإسلام والمسلمين، وفرق بين إيران التي تجمع على العداء للسعودية بلاد الحرمين، فيما تعمل السعودية العكس في جمع المسلمين على المحبة والتقدير، وترسل رسائل للعالم أجمع حول سماحة الإسلام وأهمية المسلمين البالغة في بناء المجتمعات المتحضرة في أوربا وبقية العالم.