عبدالرحمن الأحمدي

أرض القمم

هنا الزمان تجلى، وهنا المكان تأكد، وهنا الموعد الدائم تجدد، لا جديد في طرح القضايا ولكن الجديد في وقتها، نوعها، وعمقها. فالألم ازداد كثيرا على مهبط الوحي، الآمنة أم القرى، وطيبة تخشى من نفس الأذى. ولنا بعد سطور معدودة الوقفة مع ذلك المعتوه الغادر، وبعد أن ازدادت أيضا الآلام على الأمة كلها. وهنا الوعد الخالد على أرض ” معاد ” فقد استجاب قادة العرب، وقادة المسلمين على رحاب المملكة الطاهرة ، وفي ليالي من أطيب الليالي، وشهر من خير الشهور؛ لدعوة مباركة لخادم الحرمين الشريفين من مكة المكرمة. دعوة ثلاثية الأبعاد، لقريب وبعيد المكان : منهم الشقيق الخليجي، ومنهم الرفيق العربي، ومنهم الأخ الإسلامي. وهي متعددة المعاني فلعلها بمشيئة الله أوقات حافلة بالوحدة، والاجتماع، وخالدة بالقرب، والالتقاء، والنصر على الأعداء أينما كانوا،وحيثما كانوا.

وعودا على بدء فقد استباح هذا الحوثي المعتوه الخبيث، ومنفذ الإجرام بالوكالة عن جمهورية الإرهاب الإيرانية الاعتداء على أقدس أرض .. أرض الحرمين الشريفين بالصواريخ المدمرة للإنسان والمكان معا، ولم يراعي حرمة المكان، ولا حرمة الزمان. فعن أي إسلام بالله يتحدث هذا ؟ وعن أي إسلام يدعي ؟ وكما قيل ليس من سمع كمن رأى فقد أحسنت وزارة الدفاع مؤخرا وضمن ترحيبها بمقدم القادة الكرام؛ اطلاعهم وبدون رتوش وفي وقت زمني مايقارب الدقيقة الواحدة على مختلف أنواع الصواريخ المرسلة باتجاه مكة المكرمة .!! وفي ليال عند المولى عز وجل من أطيب الليالي وبعد هذه الرؤية المباشرة ووجها لوجه لوسائل الدمار الحوثية للأسف من المؤكد أن من ألقى النظرة لايرضيه ماشاهده من استهداف لقبلة المسلمين، وهي نظرة للحق وللحقيقة وللتاربخ .

إن من المأمول على جميع قادة الدول العربية والإسلامية أهمية التكاتف والترابط في ظل هذه الدعوة الكريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين، وفي ظل هذه المرحلة التاريخية الحرجة في جميع بلاد المسلمين. فلم يعد خاف بالتأكيد على كل مسؤول، ومتابع المواقف الراهنة بشأن الأحداث العصيبة التي تمربها حاليا الأمة الإسلامية كافة. من أخطار مؤلمة ومتتالية تستلزم الاتحاد في مواجهتها العاجلة،بل الدائمة ومن المؤكد أن كل ماكانت الأمة متماسكة متعاونة كل ماكان هذا جدير بالاحترام والتقدير لها من قبل الأمم الأخرى. وهذه العقود مضت تثبت أن من لا يعمل في سبيل وحدة الصف فسيكون الخاسر الأكبر بطبيعة الحال في الساحة الدولية . أما أنت يامكة المكرمة فمازالت السماء بفضل ربها تمطر عليك أمنا وأمانا وماء وسلاما .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى