أصاب إيران الرعب من قمم مكة الخليجية والعربية وقبل الإسلامية إلى جانب الانتشار العسكري الأمريكي في منطقة الخليج ودوله بعد فرض عقوبات اقتصادية شديدة وخرجت قمتي دول الخليج والعربية بتوافق كامل على اعتبار إيران دولة راعية للإرهاب في المنطقة والتدخل في شؤون الدول العربية ولم تتوقع إيران حيث كانت تتوقع أن تحيد مجموعة من الدول الخليجية والعربية مثل دولة قطر وسلطنة عمان والعراق ولبنان لكنها فوجئت هناك تقارب بين دولة قطر والسعودية وتم تمثيل دولة قطر على أعلى المستويات ولأول مرة منذ أزمة المقاطعة واليوم تحاول دولة قطر البحث عن سلطنة عمان كوسيط بين قطر والسعودية، فقط اعترضت دولة العراق من أنها لم تشترك في صياغة البيان الختامي لكنها في نفس الوقت لم تغضب السعودية واعترفت من أن السعودية ودول الخليج يحق لها الدفاع عن نفسها وهو موقف فيه شئ من المقاربة خصوصا وأن السعودية تقدر موقف العراق الذي تهيمن عليه إيران عبر وكلائها.
لم يتبق أمام إيران إلا بخروج الرئيس روحاني قبل القمة الإسلامية في مظاهرة يرددون فيها صفقة القرن ستتحول لهزيمة القرن لأنه لم يعد أمام إيران سوى العودة مرة أخرى للعب بورقة القدس وفلسطين، لكن أتتها الضربة القاضية عندما بدأ الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للقمة الإسلامية في أقدس البقاع على الأرض وفي ليلة 27 من رمضان 1440 عندما ابتدأ خطابه باعتبار القضية الفلسطينية القضية المركزية للعرب والمسلمين وذكر بحريق المسجد الأقصى ورفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني والقدس فأسقط محاولات إيران البائسة في دندنتها على القضية الفلسطينية التي من خلالها احتلت عواصم أربعة دول عربية فقط من أجل تحويل انتباه العالم بعدما اصطف إلى جانب السعودية ضدها ما تمثل ضربة قاضية شلت قدراتها استعدادا لتفكيك مليشياتها وتنظيماتها في الدول العربية.
بل أتى البيان الختامي لإعلان قمة مكة الإسلامية بمطالبة إسرائيل عدم الاعتداء على لبنان رغم أن اعتداء إسرائيل سيكون على حزب الله أحد أبرز وكلاء غيران لكن السعودية غلبت أمن لبنان على مصالح إسرائيل وتفكيك مليشيات حزب الله سيأتي بوسائل أخرى، إلى جانب ذلك طالبت إسرائيل بالانسحاب من الجولان وعدم المساس بحقوق اللاجئين وبالطبع البيان اشتمل على التنديد بإرهاب إيران وطالبها بوقف الإرهاب، لعزل إيران وكبح أنشطتها التخريبية بعد إجماع خليجي رعبي إسلامي على مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
لم ترعى الدول الإسلامية التي حضرت القمة في مكة لتصريح عباس موسوي الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية الذي حذر السعودية أنها تواصل السير بنهج خاطئ في مسار إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية وفي المنطقة وهو ما يروم إليه الكيان الصهيوني لكن خرج الإعلان الصادر عن قمة مكة الإسلامية موحدا في مواجهة الإرهاب الإيراني، ونجحت السعودية في حشد تأييد العالم الإسلامي في قمة منظمة التعاون بعدما حصلت على تأييد عربي وخليجي عبر بيانين ختاميين للقمتين نددا بسلوك إيران في المنطقة وأكدا دعم الدول العربية للسعودية.
هدفت السعودية لمكافحة الإرهاب الإيراني لخلق بيئة إقليمية وعربية للاستثمار والتنمية المشتركة.
فكان البند الرئيسي في قمة مكة الإسلامية برفع شعار يدا بيد في مكافحة الإرهاب، القمة التي عقدت ليلة 27 من رمضان 1440 في مكة المكرمة لمناقشة الانتهاكات الحوثية التي تعرضت لها السعودية عبر طائرات مسيرة لضرب مضخات للنفط، وهو ما يمثل تهديدا للتنمية، خصوصا وأن النفط هو أحد أهم مصادر التنمية في العالم، وأحد أهم محركات الاقتصاد العالمي، لذلك لا يمكن أن تستمر منطقة الخليج في تمويل الاقتصاد العالمي بالنفط إذا كان هناك تهديد ترعاه وتدعمه إيران عبر وكلائها في المنطقة.