نحمد الله تعالى أن سخر لهذه البلاد حكومة سعودية تحافظ على قداسة المكان والزمان، وتنفق بسخاء على كل المشاريع التي تخدم الوطن عامة وضيوف الرحمن خاصة، والحديث عن تلك المنجزات يحتاج إلى العديد من الدواوين والأحبار الذهبية، لعلها ترتقي إلى تلك الإنجازات والجهود، التي تبذلها كل الجهات المعنية في المملكة، الوطن الكبير برجالاته ونسائه، المسطرون ملحمة في تكاتفهم حول قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله وحكومتهم الرشيدة، وللحديث عن بعض تلك الإنجازات ابدء *بالأمن* ورجالاته في كل المجالات المعنية في الدولة، بدءاً برجالات *أمن الثغور* المرابطين الساهرين دفاعاً عن الوطن وحمايته من هجمات أعداء الإسلام، وقد سطروا ملحمة من البطولات يعجز وصفها، لتبقى راية التوحيد خفاقة، اسأل الله أن يحفظهم من كل مكروه، ولرجالات *إدارة المرور* دورهم في إستيعاب كل تلك الأعداد المهولة من المركبات بجميع فئاتها العامة والخاصة، وتنظيم سيرهم في شوارع مكة، ونقاط الفرز اليقظة على مداخل مكة المكرمة لمنع سيارات المعتمرين من دخول منطقة المسجد الحرام، لما تسببه من تكدس وتزاحم غير مرغوب فيه، ولرجالات *الشرطة والدوريات الأمنية* كل إحترام وتقدير، ليقظتهم المستمرة ليل نهار، للمحافظة على أمن كل من سار على تراب البلد الحرام في المنطقة المركزية وساحات المسجد الحرام ومخططات المنطقة عامة، وقد ترامت أطرافها لما تشهده من توسع عمراني وكثافة سكانية عالية، ولرجالات *الدفاع المدني* دور كبير في المحافظة على سلامة الأرواح والممتلكات عبر دورياتها المنتشرة في المنطقة المركزية وغيرها، حرصاً على متابعة وفحص فنادق ومساكن ضيوف الرحمن، للتأكد من مطابقتها لمواصفات السلامة، إذ *الوقاية خير من العلاج*، ولا يفوتني الحديث عن قيادة *أمن المسجد الحرام* وتلك الخبرات الفائقة في إدارة الحشود، التي يلمسها كل مصلٍ ومعتمر، وذلك الحزم في تطبيق الأنظمة حفاظاً على سلامة الجميع، وقد حاولت أن أختبر أحد رجالات أمن المسجد الحرام واستعطفه، ليسمح لي بالدخول من بوابة خروج المصلين فكان للحزم عنوان بلا عاطفة نتاجها وخيمة، حقيقة..لو أسهبت في مديح رجالات أمن الوطن في جميع المجالات، فلن تكفيني أحبار العالم، للدور الميداني البطولي الذي يقدمونه في ظروف مناخية ورمضاء شديدة، *ولأمانة العاصمة* دور مشهود في تكثيف الجهود خلال شهر رمضان، وما يشهده من كثافة عالية من المعتمرين وزوار المسجد الحرام، ومكة المكرمة تشهد القمم الإسلامية، وحرصها على أن تظهر مكة البلد الحرام في حلية القداسة والتعظيم، الذي يرتقي وطموحات قيادتنا السعودية، وليس أدل على ذلك، تلك الفرق والشركات المنفذة للمشاريع والمنتشرة في كل الطرقات المؤدية إلى مكة والمكرمة والمسجد الحرام، تسابق الزمن لإعادة سفلتة الطرقات التالفة وترميم الأرصفة والحدائق وتزيينها بالإنارة والمجسمات الجمالية، ونظافة المنطقة المركزية وجميع أحياء مكة ومخططاتها، ورفع الأطنان من مخلفات تلك الأعداد المباركة، التي تفد إلى مكة المكرمة من جميع أقطار العالم الإسلامي، إضافة إلى جهودها المثمرة في مراقبة الأسواق والمطاعم، حفاظاً على السلامة العامة، وتعظيما المستمر لقداسة مكة المكان ورمضان الزمان، *وللصحة* ومستشفياتها ومراكز الرعاية الأولية المنتشرة في مكة المكرمة دور مشهود في متابعة الحالات المرضية لجميع قاطني البلد الحرام، ولضيوف الرحمن رعاية صحية تفوق الوصف، ولا يخفى دور *وزارة الحج والعمرة* البارز في تسخير تقنيات الحاسوب، لتسهيل حصول تلك الأعداد المباركة والمتزايدة بفضل الله في كل عام، لترتقي ورؤية المملكة نحو إستضافة الملايين من ضيوف الرحمن (حجاج وزوار ومعتمرين)، عبر تسهيل تقنية حصولهم السريع على التأشيرات والتصاريح اللازمة من بلادهم، وبما يتناسب وفئات خدماتهم ومساكنهم الفندقية والسكنية، بل وحرصها على متابعة جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، عبر الفرق الميدانية ومراكزها الإرشادية والتوعوية المنتشرة في ساحات المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف والأحياء السكنية المترامية الأطراف، بالتضامن مع فرق الكشافة والمتطوعين من شباب الوطن من النساء والرجال، *ولهدية الحاج والمعتمر* دور بارز في إكرام ضيوف الرحمن بالهدايا التذكارية ووجبات الضيافة الخفيفة والعصائر، وللحديث عن *القمم الخليجية والإسلامية* التي دعى إليها خادم الحرمين الشريفين، لجمع كلمة المسلمين وتوحيد الصف لمواجهة التغيرات الطارئة، وتلك الوفود الرئاسية التي تفد إلى مكة البلد الحرام، والتحدي الكبير في إنعقاد تلك القمم الإسلامية في مكة المكرمة وأواخر أيام شهر رمضان خاصة، وما تشهده من كثافة تهنأ بالأمن والسلام الذي نعيشه بفضل الله، وقد امتلأت بهم التوسعة المباركة للمسجد الحرام والساحات المجاورة له، وفي ذلك من وجهة نظري برقية عاجلة لهؤلاء المتربصين الحقودين الكارهين لأنفسهم والمغرر بهم من شياطين الإنس، برقية مفادها: إننا نحمد الله ونبتهل إليه شكراً، أن سخر لنا حكومة دستورها القران بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله وسدد على دروب الخير خطاهم، وأننا في المملكة الوطن الكبير متكاتفون حول القيادة، ونحمد الله على الأمن والسلام الذي نعيشه بفضله سبحانه، وأختم بعد الصلاة والسلام على الرسول المصطفى محمد وآله وصحبه، مبتهلاً إلى الله تعالى أن يحفظ المملكة حكومة وشعباً وبلاد المسلمين من كيد المتربصين الحاقدين.
0