في كل عام تقيم أمانة العاصمة المقدسة حفلًا خاصًا لمنسوبيها، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، يستقبل فيه معالي الأمين المهنئين من منسوبي الأمانة وأهالي مكة المكرمة، ويصاحب الحفل عددًا من الفقرات الغنائية ذات الطابع الفلكلوري، وبعض الألعاب الشعبية والفقرات الفكاهية؛ إضافة لتوزيع الهدايا للأطفال.
وفي احتفال هذا العام أثارت فقرة رقصة “الهيب هوب”، جدلًا واسعًا لكونها ليست من موروث المدينة المقدسة، إضافة إلى أنها لم تحترم خصوصية مكة المكرمة وقدسيتها ومكانتها.
وفي أول تعليق له برر “المتحدث باسم أمانة العاصمة المقدسة أن ما تم تقديمه من خلال الفرقة، هو عمل إبداعي بالإضاءة والليزر على نغمات العيد، وبزي محتشم، وليس فيه مخالفات.
وقال: “إنه في احتفال أمانة العاصمة المقدسة لليوم الأول لعيد الفطر المبارك، كان الهدف منه معايدة موظفي الأمانة، وعلى رأسهم الأمين لأهالي مكة المكرمة والاحتفال معهم بفرحة العيد، وقد حضر الاحتفال عددًا كبيرًا من موظفي الأمانة يتقدمهم الأمين والوكلاء ومديرو العموم، كما حضر عدد من الأهالي والأعيان وبعض العائلات مع أطفالهم، وتبادل الجميع السلام والتهاني في جو جميل ورائع “، معتقدًا أن معالي الأمين راضٍ عما قدم تمام الرضى، لكنه فوجئ أن معاليه الذي وأن حضر الحفل وتابع فقراته، تابع أيضًا ما أثير حول رقصة “الهيب هوب”، ولم يلتزم الصمت مجاملة لهذا أو ذاك، بل أصدر قرارًا بتشكيل لجنة برئاسة وكيل الأمين للخدمات، وعضوية مدير عام المتابعة، ومدير عام الإدارة القانونية للتحقيق مع الجهات المختصة والقائمين على هذه الاحتفالات، وتحديد المسؤولية، ورفع نتائج التحقيق في أسرع وقت مع وضع ضوابط تضمن عدم تكرار ذلك مستقبلًا.
وكنت أمل من رئيس وأعضاء المجلس البلدي، وهم يمثلون شرائح من أبناء مكة المكرمة أن يكون لهم موقف واضح منذ بدء عرض رقصة “الهيب هوب”، لا أن يلتزموا الصمت ويتركوا نائب رئيس المجلس يغرد مستاء مما شاهد.
وما يهمنا اليوم أن تظهر نتائج التحقيق منصفة للجميع، وتعمل على منع تكرار ما حدث، وإبعاد من تسبب في الاساءة للأمانة واحتفالاتها، وعدم تكرار ذلك مستقبلًا، وأن ينظر لقدسية مكة المكرمة في أي فعالية تقام مستقبلًا.
وليت منظمي حفل الأمانة عادوا قليلًا للوراء، وتوقفوا أمام ما أعلنته الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة في فبراير ٢٠١٧م – جمادى الأول ١٤٣٨هـ، حينما تم إيقاف فعالية “الكوميدي كلوب فيستيفال”، التي كان مقررًا إقامتها، وذلك عبر تغريدة لها على تويتر، قالت فيها: “بكل تقدير للمجتمع المكي تعتذر غرفة مكة عن عدم إقامة فعالية (الكوميدي كلوب فيستيفال) لظروف فنية خارجة عن الإرادة، حتى إشعار آخر“.
وقالت هيئة الترفيه في بيان لها: “على الرغم من نجاح الفعالية بشكل عام من ناحية المحتوى والتنظيم من الجهة المنفذة فإن بعض الأنشطة المصاحبة لهذا الحدث أخلت بأحد بنود التصريح الصادر من هيئة الترفيه لها، وتم رصد هذه المخالفة من موظفي الهيئة العامة للترفيه، وإيقافها في وقتها، والعمل على إصدار الجزاءات على الجهة المنفذة بما يتوازى مع ما تم من مخالفات”.
وجددت الهيئة العامة للترفيه التشديد على دورها بوصفها منظمًا ومطورًا لقطاع الترفيه في السعودية، وسعيها للارتقاء بجميع عناصره ومقوماته وإمكاناته، وأنها تراعي المحافظة على القيم والأخلاق والتقاليد، وتعتبرها من أولوياتها في جميع مشاريعها وأنشطتها الترفيهية التي تقدمها للوطن والمواطن”،
وكنا نأمل من منظمي حفل الأمانة أن يراعوا المحافظة على القيم والأخلاق والتقاليد، وأن يكون لهم مشاركة مع مشروع تعظيم البلد الحرام؛ ليزرعوا في قلوب الحضور القيم والمبادئ.
وأن يحافظوا على المعايير التي وضعتها هيئة الترفيه، والتي تحفظ القيم والعادات.