انتهت مؤخرا مشكلة الفقرة المثيرة للجدل من فقرات الاحتفال بعيد الفطر المبارك بمقر أمانة العاصمة المقدسة في هذا العام. وهي فقرة ” الهيب هوب ” بالتحقيق مع القسم المختص بالأمانة، وهي مشكلة أخذت أبعادا كثيرة بين المسؤول والمسؤول من جهة ..! ،وبين المسؤول والمواطن من جهة أخرى.
ولا نعلم هل هذا القسم يغرد خارج السرب ، و لايدرك الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية، والتي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وخاصة في مكة المكرمة. إضافة إلى مشكلة أكثر أهمية من هذه الفقرة غير اللائقة وهي فقرة استمرار أداء أنشودة في الحفل على الرغم من ارتفاع صوت أذان صلاة العشاء. فلا يعقل أن أحدا من اللجنة المنظمة لم يسمع صوت الأذان مع العلم أن مبنى الأمانة محاط بطبيعة الحال بالمساجد من جميع النواحي، بل هو في قلب المنطقة المركزية ولكن …! .
وفي المقابل استشهاد أحد الفرق الفنية في تويتر ببيان المتحدث الرسمي بأمانة العاصمة المقدسة على هذه الفقرة الغريبة ” بأنه عمل إبداعي بالاضاءة، والليزر على نغمات العيد،وبلبس محتشم ليس فيه مخالفات …. ” وهذه الفرقة أو غيرها بالتأكيد لا يعنيها في المقام الأول السلوكيات المترتبة على مثل هذه الرقصات الغربية من تقليد أعمى ومحاكاة للأطفال لاحقا، وما يعنيها هو المردود المادي المناسب في مثل هذه المناسبات العابرة أو غيرها من الفعاليات . وبالمناسبة لدينا الكثير من الموروث الشعبي مايغني عن هذه الرقصات المتمايلة.ولم نشاهد الحرص في المجتمعات الأخرى، أو حتى المحاولة لممارسة لعبة شعبية لدينا مثلا كالمزمار ، أو الزير ، أو المجرور، وغيره من الألعاب. فبلا شك أن كل مجتمع يعتز كثيرا بالعادات والتقاليد الموروثة وتحديدا في مثل هذه المناسبات الخاصة جدا بالمجتمع نفسه .
إن من المأمول من أمانة العاصمة المقدسة بعد تقديم كل الشكر والتقدير لها على هذه الإجراءات الإدارية التأكيد التام على القسم المختص في مثل هذه المناسبات سواء في عيد الفطر المبارك، أو في بقية أيام العام الالتزام التام بالعادات والتقاليد الاجتماعية من خلال ضوابط عامة معروفة أكدت عليها من قبل الجهات الرسمية الأخرى المختصة. إضافة إلى عرض الفعاليات والأنشطة للمسؤول الأول في الأمانة أو من ينيبه قبل الشروع في تنفيذها وإظهارها بالصورة اللائقة. وأن تدرك أيضا أن الغاية من عرض مثل هذه الفعاليات هو الترويح عن الأهالي، لا إضافة سلوكيات وتصرفات غير مرغوبة تسعى الأسر للبعد عنها في كل الأحوال. فلا يكون ماتبنيه الأسرة بتعب في عام كامل يهدم بسهولة وللأسف في ساعات معدودة.