لم يكن لي ذات يوم أي تواصل رسمي، أو إعلامي من قريب أوبعيد مع الأستاذ القدير عبدالله بن أحمد الثقفي مدير تعليم منطقة مكة المكرمة_ يرحمه الله تعالى_، ولكن حين تم تكليفه بإدارة التعليم في أواخر شهر رمضان المبارك أصبحت تتجمع عندي بعض المعلومات عن هذه القامة التربوية نتج عنه انطباع شخصي مبدئي عن هذا الرجل المتميز من ثناء على حسن خلقه، وتواضعه الجم، وتعامله الراقي . وهناك أيضا من أشاد بإخلاصه وحماسه؛ لخدمة التربية والتعليم من خلال المؤسسة التعليمية الحكومية التي يديرها عبر تعليم جدة، وتسخير الخدمات المتاحة؛ للوصول على قدر الاستطاعة للمستوى المأمول لأبنائنا الطلاب، وبناتنا الطالبات. والناس شهود الله في أرضه. ومازالت تتواصل الإشادات حتى لحظة نشر خبر وفاته اليوم. والذي أحدث صدمة وذهول لكل محبيه، ومعارفه والحمد لله على قضائه، وقدره .
والحقيقة من الصعوبة بمكان أن يجمع المسؤول.. أي مسؤول في الإدارات الحكومية المختلفة بين الصلاحيات الممنوحة له، وبين مشاعره الإنسانية، وعواطفه الخاصة، ولكن في نهاية الأمر تحكمه الضوابط المعتمدة، واللوائح التنظيمية؛ لتسيير مجريات العمل الرسمي؛ يقول المشرف العام على مكتب المدير العام والمتحدث الرسمي بتعليم محافظة جدة، الأستاذ حمود الصقيران : ” كان الأستاذ عبدالله الثقفي يوصينا بحسن التعامل مع الجميع، وكان مستمعا جيدا لصاحب الحالة ولا يقاطع حديثه أبدا حتى يفرغ من وصف حالته، وكان يقول : والله إني لاستحي أن أخرج من دوامي قبل الساعة الثانية والنصف، وكان لايتواني النزول لصالة خدمة المستفيدين في أي وقت لأصحاب الاحتياجات الخاصة ؛ لصعوبة صعودهم إليه. وكان يوصينا بعدم الظلم لأي موظف، أو معلم، أو مراجع، وكان مستعد دائما لخدمة الدين، والوطن. وعنده الوطن، وقادته خط أحمر لايمكن تجاوزه بتاتا.وحقيقة ليس الراحل فقيد تعليم منطقة مكة المكرمة فحسب بل فقيد الوطن عامة. وهنا يتوقف ويتنهد فيقول: رحل الأستاذ عبدالله الثقفي بجسده، وبقيت روحه معنا “.
إن من الجميل أن يشهد المجتمع لإنسان بخلقه النبيل، وأدبه الجم. وفقيدنا الراحل أحد هؤلاء الناس ممن يشهد له بالخير _يرحمه الله تعالى _ فهذا الأستاذ الخلوق سليمان بن عواض الزايدي مدير التعليم الأسبق بمنطقة مكة المكرمة يثني على فقيد التربية بقوله : ” لقد عملت مع الفقيد وعرفت فيه الكثير من المحامد والسِّمات الكريمة فقد كان: نعم الزّميل، نعم المواطن، نعم المربى، نعم الإنسان،نعم المسؤول، كان رجلاً صَالِحًا،مُحِبّا للخير، وللغير. متّصفًا بالحكمة، والاتزان، والهدوء، ورباطة الجأش. لم يعش عبدالله الثّقفي لنفسه، بل أعطى جلّ عمره لرسالته التّربوية المقدّسة، وبفضل التزامه، وحنكته بزّ مُجاليه، وحصد درجة التّميز والإبداع. هنيئاً له_يرحمه الله_ فقد طاب حيــــاً وميتاً. فما كان محتاجاً لتطييب أكفان….”.غفر الله لفقيدنا ورحمه وأسكنه فسيح جناته ” اللهم آمين ” .