ظلت مساجد الطرق تُعاني كثيرًا من الإهمال لعدم وجود المسار المؤسسي الحاضن لها، والذي يمكن من خلاله توفير متطلباتها وتجويد خدماتها التي تسمح لعابري الطرق بالتوقف وأداء الصلوات فيها بيسر وراحة، ورغم الجهود القليلة التي يبذلها المحسنون الذين يشفقون على ما وصلت إليه كثير من تلك المساجد من تردي خدماتها التي لا تليق بتلك البيوت الطاهرة، إلا أن الحاجة إلى عمل مستدام في الصيانة والعناية تبدو أمرًا ملحًا وضروريًا.
مؤخرًا بدأت المؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق -التي تقع تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد- حملة مكثفة ومقدرة لمتابعة أعمال البناء والترميم والصيانة حتى تصبح هذه المساجد أكثر تهيئة لمرتاديها من خلال توفير الخدمات، والقيام بشؤونها على الوجه الذي يليق بها، وهذا دور وجهد عظيم يستحق الإشادة والتقدير، ونتطلع معه إلى تركيز مبدأ نموذجي في هذا الشأن وهو الاستدامة؛ بحيث تخضع تلك المساجد إلى رعاية كاملة ومتكاملة بصورة دورية حتى لا تتعرض للإهمال والانهيار.
المؤسسة وضعت خططها فيما يتعلق بالبناء والترميم للعديد من المساجد، وهي خطوة نتوقع معها إصلاح الحال على المدى البعيد؛ بحيث لا نرى بعد ذلك مسجدًا يكاد ينهار من فرط الإهمال، أو لا توجد به مياه أو كهرباء، أو دورات المياه غير صالحة، أو بلا فرش، وهي جميعها مظاهر سلبية وغير صحية تتطلب المراجعة والتقويم والتقييم، لأن ذلك أمر لا نقبله لبيوت الله أيًا كان موقعها.
جهود المؤسسة الخيرية في أعمال البناء، تواكب أحدث تطورات الإنشاءات؛ حيث تعمل على بناء مساجد صديقة للبيئة تتميز بجودة الخدمات المستدامة كما أنها صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك يوفر كثيرًا من الجهد في الصيانة، وتوفير الخدمات الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية المتجددة، وهي تجربة نأمل تعميمها لما فيها كثير من الخير والوفرة في الاستهلاك، والأهم هو تعزيز فكرة الاستدامة في الصيانة والمتابعة وتجويد الخدمات، فليس هناك من يرضى أو يقبل أن تكون هذه المساجد بما عليه من هذا الحال المتردي الذي بدأت المؤسسة تصحيحه، والتعامل معه بصورة مؤسساتية تستحق الدعم والمؤازرة حتى لا نرى مثل هذا الإهمال في تلك المساجد التي تمر الصيانة عبرها مرور الكرام.
همسة:
المؤسسة تقوم على مايبذله رجال الأعمال والمحسنين من دعمٍ أوصلها إلى مانرى من جهد، فكن داعمًا باذلًا ولو بالقليل.
جزاك الله خير استاذ فيصل على هذه المقالة الرائعة عن هذا العمل التطوعي الذي يرجى به وجه الله وخدمة للمسافرين وعوائلهم . للمعلومية انتهت المؤسسة الخيرية لمساجد الطرق منذ تأسيسها ( قبل ٥ سنوات ) من بناء عشرة مساجد وتقوم برعاية اكثر من ٥٥ مسجدا على الطرق السريعة المتجهة الى مكة المكرمة والمدينة المنورة نظافة وصيانة .